ما قصة الأشجار في حديقة الملكة إليزابيت؟


لقد كان من المعتقد أنّ شجرة درار الوينتورث (Ulmus Wendworthii pendula) قد انقرضت في المملكة المتحدة، أقلّها على مدى العقود القليلة الماضية. ولكن لحسن الحظ، هناك سرّ خفيّ مخبّأ في حديقة الملكة اليزابيث الثانية في المملكة المتحدة.

وقد أثارت شجرتان بارتفاع 33 مترًا (100 قدمًا) انتباه العلماء في الحديقة النباتية الملكية لأدنبره (RBGE)، خلال مسح لأراضي قصر هوليرود هاوس مقر إقامة الملكة الإسكتلندية في أدنبره مرتابين من مظهرهما الغريب.

واعتُقِدَ أن هذه الأشجار قد اندثرت بسبب وباء مرض الدردار الهولندي الذي هز أوروبا خلال القرن الماضي. ولكن بعد تحاليل قصيرة للعينات في القصر، تأكد العلماء في الحديقة النباتية الملكية لأدنبره من أن تلك الشجرتان كانتا في الواقع نموذجين من دردار الوينتورث.

وقال الدكتور ماكس كولمان متحدثًا لنقابة الصحافة عن الحديقة النباتية الملكية لأدنبره: “يا له من اكتشاف عندما تكون الأشجار التي نبحث عنها موجودة على بعد 100 قدم فقط وعلى مرأى من الجميع، الأمر الذي يبدو غريبًا نوعًا ما”، “ومن المرجح جدا أن السبب الوحيد لنجاة هذه الشجرة النادرة هو أن مجلس مدينة أدنبره كان يقوم بمسحٍ للأراضي وإزالة أشجار الدردار المريضة منذ الثمانينيات من القرن الماضي.”

أما الآن، فيعمل علماء النبات على إيجاد السبل الكفيلة بنشر هذه الأشجار للأجيال القادمة ليتمتعوا بها، لأن هذا الزوج من أشجار دردار الوينتورث قد يكون آخر ما تبقى منها في أوروبا.

وقد فشلت مسوحات سابقة للأراضي من ملاحظة هاتان الشجرتان، ولكن نظرة رجعية على الأدلة الأرشيفية تظهر أن شجرتي دردار الوينتورث قد وصلتا إلى الحديقة النباتية الملكية لأدنبره من ألمانيا في وقت ما من عام 1902. ولكن حتى الآن لا يزال غير واضح كيف أنها شقت طريقها إلى أراضي هوليرود هاوس.

وأضاف مدير منتزه وحدائق هوليرود التابعة لحدائق بيئة اسكتلندا التاريخية آلان كير: ” لقد قام فريق حدائق بيئة اسكتلندا التاريخية (HES) بإجراء صيانة متأنية لهذه العينات على مدى السنوات العديدة الماضية، بما في ذلك تقليم وتقصير تاج الشجرة وتكثيف الأطراف، ونحن فخورون بالمساعدة في العناية بالأمثلة الوحيدة المتبقية من هذه الأشجار في بريطانيا “.


ترجمة: علي الجرعتلي

تدقيق بدر الفراك
المصدر