وُزِع خلال دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 450,000 واقي جنسي حول القرية الأولمبية، وهذا قد يبدو مفاجئًا إذا وضعنا بعين الاعتبار الرأي السائد بين الناس وهو أن غياب النشاط الجنسي يحسن من الأداء الرياضي.

هذه الآراء التي صمدت طويلًا بين الناس، تتعرض للتساؤل عن مدى صحتها وذلك نتيجة لدليل علمي حديث تم نشره في مجلة (the open-access journal Frontiers in Physiology).

تقول البروفيسور المساعدة في الطب الرياضي في جامعة فلورنسا في إيطاليا لورا ستيفاني (Laura Stefani): “إن الامتناع عن النشاط الجنسي قبل المسابقات الرياضية لطالما كان موضوعا مثيرا للجدل في عالم الرياضة” وهي الكاتب الرئيسي لتعليق “نحن لا نملك أي دليل علمي صلب يشير إلى أن النشاط الجنسي له تأثير سلبي على نتائج الأداء الرياضي”.

فقام الكاتبون لهذا التعليق بالبحث في مئات الدراسات لإيجاد دليل سواء أكان كبيرًا أم صغيرًا حول تأثير النشاط الجنسي على الأداء الرياضي، وبعد وضع عدد من المعايير لانتقاء أكثر الدراسات الموثوقة، لم يجدوا سوى 9 دراسات لتضاف للتعليق.

واحدة من هذه الدراسات وجدت أن قوة إحدى الرياضيات لم تتغير في الليلة التي مارست فيا الجنس، فيما وجدت دراسة أخرى تأثيرًا إيجابيًا على أداء عدائين الماراثونات، ولقلة الأدلة التي توفرها هذه الدراسات الصغيرة كانت الدكتورة ستيفاني وزملاؤها محبطين حتى ذلك الوقت.

وتضيف الدكتورة ستيفاني قائلة: “لقد أشرنا بوضوح إلى أن هذا الموضوع لم يتم البحث فيه بشكل جيد، ولم تسجل سوى بعض الحالات النادرة، في الواقع فإن ممارسة الجنس ما لم تحدث خلال أقل من ساعتين من الحدث الرياضي فإن الأدلة تشير إلى تأثير إيجابي في الأداء الرياضي”.

وأظهر التعليق أيضا أنه تم اختبار الرجال أكثر من النساء فيما يتعلق بهذا الموضوع وذلك بغض النظر عن الآثار على الجنسين، وهذا ما يدل على أن الاختلافات الثقافية تجاه النشاط الجنسي قد تؤثر على دراسة مدى تأثير النشاط الجنسي على الأداء الرياضي.

وتشجّع الدكتورة ستيفاني العوامل الأخرى التي تم تجاهلها في هذا الصدد.

وتضيف الدكتورة ستيفاني: “لم توضع أي أهمية للتأثير النفسي أو الفيزيائي للنشاط الجنسي على الأداء الرياضي أو على أنواع الرياضات المختلفة”.

هذه النقطة هامة جدا وتفرض على كل رياضي تحدي ذهني وفيزيائي على حدٍ سواء.

فيوضح هذا التعليق الحاجة للأدلة العلمية الكافية لإثبات تأثير النشاط الجنسي على الأداء الرياضي، ليوضح الاختلافات الرياضية والقانونية والجنسية.

وبالتالي، لخص الباحثون أنه بسبب قلة الأدلة الموجودة حاليًا ليس من الصحيح الاستمرار باعتقاد صحة النظريات القديمة، ويجب على الرياضيين ألّا يشعروا بالذنب جراء ممارستهم لأنشطتهم الجنسية الاعتيادية في اليوم الذي يسبق النشاط الرياضي.


  • ترجمة: كمال سلامي.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر