في الوقت الذي أصبحت فيه الهواتف المحمولة صغيرة كفاية لتناسب الجيوب، بدأت الاشاعات في الانتشار بأن الإشعاع الخارج منها يدمر خصيتي الرجال.

ولكن هل يوجد خلف هذه الإشاعات أي علم؟ أم أنها مجرد قصص مزيفة؟

بحث جديد استعرض 27 دراسة علمية تُحقق في تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي للموجات اللاسلكية على الجهاز التناسلي الذكري.

وجد الباحثون من جامعة “نيوكاسل” في أستراليا أن 21 دراسة من هذه الدراسات رصدت آثار سلبية للإشعاع.

كانت الآثار السلبية التي تم رصدها متشابهة في الـ 21 دراسة، حيث تركزت حول انخفاض في عدد الحيوانات المنوية وانخفاض قدرتها على الحركة، مع بعض الأدلة لوجود تلف في الـDNA

في السابق، لم يكن الأمر واضحًا ما إذا كانت الآثار الصحية السلبية الناتجة من وضع الهاتف المحمول في الجيب الأمامي تحدث بسبب الحرارة المتولدة منها.

حتى الآثار السلبية المنسوبة للإشعاع الكهرومغناطيسي في الدراسات العلمية من الممكن ببساطة أن تكون بسبب تأثير الحرارة.

وجدت دراسة أخرى من هذا العام أن مستويات الحيوانات المنوية لدى الرجال الذين يحافظون على هواتفهم المحمولة في جيوبهم الأمامية تأثرت بشكل خطير لدى 47 في المئة من الحالات، مقارنة مع 11 في المئة فقط من اولئك الذين لا يفعلون ذلك.

على الرغم من أن القائمين على هذا البحث اعتبروا الإشعاع الكهرومغناطيسي سببًا لحدوث هذا، إلا أنهم يعتقدون أن السبب الرئيس لحدوث هذا هو الحرارة الزائدة المتولدة من الهاتف المحمول والتي تُنهك الحيوانات المنوية.

بالإضافة إلى ذلك، لم تجد العديد من الدراسات أي دليل على أن موجات الهاتف تسبب سرطان الدماغ – أسطورة أخرى مماثلة-.

ومع ذلك، فإن الباحثون يقولون أن الحيوانات المنوية يمكن أن تكون حالة مختلفة عن باقي خلايا الجسم.

في هذه الدراسة، يعتقد العلماء أن بسبب الحالة الفريدة من الحساسية لدى خلايا الحيوانات المنوية التي هي على درجة عالية من التخصص تكون عرضة للإجهاد التأكسدي*.

انتهى جدال العلماء إلى أنهم بحاجة إلى المزيد من الأدلة المباشرة والواضحة.

مع استمرار العالم في الاعتماد على الهواتف المحمولة أكثر فأكثر، يجب على العلماء الإجابة على هذا السؤال بشكل نهائي في وقت قريب.

*الإجهاد التأكسدي هو حالة عدم التوازن في نظام العوامل المؤكسدة (oxidants) و العوامل المضادة للتأكسد (antioxidants) باتجاه انتاج المزيد من العوامل المؤكسدة يعكس اختلال التوازن بين المظاهر النظامية لأنواع الأكسجين التفاعلية وقدرة النظام الأحيائي على إزالة سموم رد الفعل الوسيط بسهولة أو إصلاح الأضرار الناتجة


  • ترجمة: يوسف مجدي.
  • تدقيق: عبدالله الصباغ.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر