السيرة الذاتية لعالم الفلك جيوفاني كاسيني

جيوفاني كاسيني (Giovanni Cassini)، عالم الفلك الذي ارتبط اسمه بالعديد من الاكتشافات والمشاريع العلمية، كمشروع مسبار كاسيني-هايجنز والذي أطلق إلى الفضاء عام 1997، ومازال يواصل إرسال الصور والبيانات من كوكب زحل.

ولد في الثامن من يونيو من عام 1625 في مدينة بيرنالدو، الواقعة في جمهورية جنوا (إيطاليا حاليًا)، أطلق والداه جاكوب كاسيني وجوليا كريوفتشي عليه اسم جيوفاني دومنيكو عند ولادته، قام هو بتغييره لاحقًا إلى جيان دومينيكو كاسيني (Gian Domenico Cassini)، ثم بعد ذلك إلى المرادف الفرنسي لاسمه جان دومينك كاسيني (Jean-Dominique Cassini) بعد انتقاله إلى فرنسا.

وما يزيد من حيرة تعدد أسمائه، أنه يعرف أيضًا باسم كاسيني الأول، نظرًا لانتمائه إلى عائلة اشتهرت بالعديد من علماء الفلك.
قضى سنوات نشأته لدى خاله، قضى فيها سنتان للدراسة في فاليبونا، ثم التحق بجامعة جيسوت في جنوا، ثم بعد ذلك في دير سان فراكتشسو.
أظهر كاسيني في سنوات شبابه شغفًا لدراسة الرياضيات والشعر والفلك، وساهمت معرفته الغزيرة بالفلك في أول تعيين له كعالم فلك. ركّز بعدها في حياته على علوم الفلك ليقترن اسمه ببدايات الثورة العلمية الحديثة.

وبجانب عمله كعالم فلك في مرصد بانزاونو مابين عامي 1648 و1669، شغل أيضًا منصب بروفيسور في علم الفلك لدى جامعة بولوجنا، ولكن أكبر الأثر الذي ساهم فيه في مسيرة العلم هو عمله كمدير لمرصد باريس.
وبعد منحة تلقاها من الملك لويس الرابع عشر انتقل كاسيني إلى فرنسا عام 1699 ليساهم في إنشاء مرصد باريس الفلكي والذي افتتح في عام 1671، ولحماسته وتعلقه بوطنه الجديد؛ قام بتغيير اسمه إلى المرادف الفرنسي، وليصبح مواطنًا فرنسيًا عام 1673.

تأثير اختلاف المنظر:

قام زميل كاسيني، جيان ريتشر بالذهاب إلى كاييني الواقعة في جزر غينيا الفرنسية عام 1672، بينما ظل جيوفاني كاسيني في باريس ليقوم الاثنان بتجربة مراقبة كوكب المريخ في آن واحد، ومن خلال حساب زواية اختلاف المنظر؛ قاما بتحديد بعده عن الأرض. كانت تلك التجربة هي أول تقدير للأبعاد في النظام الشمسي.
نجح كاسيني أيضًا بالقيام بأول تجربة قياس لخطوط الطول، مستعينًا بطريقة وضحها العالم جاليلو. قام بعد نجاحه في هذه التجربة بتحديد حجم فرنسا الجغرافي بدقة، وليتضح حينها أنها أصغر مما كان يعتقد من قبل.
ومن إنجازاته أيضًا، هي كونه أول من قام بمراقبة أربعة من أقمار كوكب زحل، ايابتس وريا وتيثيس وديون ما بين عامي 1671 و 1684، وقام بإطلاق اسم “سيديرا لودوشيا” أو “نجوم لويشيان”عليهم تيمنًا بالملك الفرنسي.

أظهر قمر ايابتس تغيّرًا في اللمعان خلال فترة ملاحظته، قام كاسيني بإيعاز ذلك إلى وجود مادة مظلمة في غلافه الجوي، أُطلق على هذه الظاهرة لاحقًا اسم “منطقة كاسيني” اعترافًا بفضله.
بالإضافة إلى اكتشافه لشعب كاسيني في حلقات زحل عام 1675، يعود إليه الفضل أيضًا باكتشاف نقاط المشتري الحمراء الكبرى، إلى جانب العالم الانجليزي روبرت هوك.
في عام 1690 كان كاسيني أول من لاحظ الاختلافات المدارية في غلاف المشتري الجوي.
.
مهنة العائلة:

امتهنت عائلة كاسيني علم الفلك، وفي عام 1670 قام كاسيني بوضع أول خريطة طوبوجرافية لفرنسا مستخدمًا تقنية جيما فريشيس في التثليث. واصل ابنه جاكوب كاسيني المشروع، ثم قام حفيده “قيصر فرانشيس كاسيني دي ثيري” بإكماله ونشره تحت اسم “خريطة كاسيني”.
تسلّم جاكوب كاسيني واجبات والده الوظيفية في مرصد باريس تدريجيًا، مع تدهور صحة والده وبصره ما بين عامي 1709 و1711 حيث فقد بعدها بصره نهائيًا، وتوفي في باريس في الرابع عشر من سبتمبر من عام 1712.
لكن اسمه ظل مرتبطًا باكتشافات الفضاء لوقت طويل، ومنذ عام 2004 يقوم مسبار كاسيني بدراسة كوكب زحل وأقماره حتى اليوم، ويقوم أيضًا بمهام أخرى كمراقبة كوكب المشتري ودراسة الغلاف الجوي للشمس، بالإضافة الى دراسات تتعلق بالنظرية النسبية.
كاسيني هو رابع مسبار يتم إطلاقه إلى كوكب زحل وأول من يدخل مداره، حيث أطلق اسم كاسيني اكوينوكس عليه في عام 2008، ويتوقع أن تنتهي مهمته في عام 2017.

هناك أيضًا العديد من الفوهات والحفر في كواكب وأقمار المجموعة الشمسية سُمّيت تيمنًا بالعالم كاسيني، منها ما يقع في منطقة بالاس نيبولارم الواقعة في قمر كوكب الأرض، بالإضافة إلى أخرى تقع في كوكب المريخ.

المصدر