إلى أي مدى يمكن أن تبقيك القهوة مستيقظا؟ اسأل جيناتك!


إذا كان كوب واحد من القهوة قادرًا على إبقائك يقظًا طوال اليوم، فيتوجب عليك إذا أن تشكر جيناتك على هذه المنحة العظيمة!

أجرى العلماء في اسكتلندا دراسة حددوا فيها جينًا يمكن أن يلعب دورًا في الطريقة التي يمتص فيها الجسم الكافيين، والاختلاف في هذا الجين يمكن أيضًا أن يحدد كمية القهوة التي يشربها الشخص ليبقى يقظًا.

طبقًا للدراسة التي نشرت في 25 أغسطس في مجلة (التقارير العلمية) فإن بعض الناس الذي يكون لديهم اختلافًا معينًا في الجين المسمى PDSS2))، تمتص أجسامهم الكافيين بصورة أبطأ؛ مما يعني أن الكافيين يبقى في أجسامهم لمدة أطول، ولهذا فإنهم لا يحتاجون إلى شرب الكثير من القهوة ليحصلوا على تأثير الكافيين.

في الدراسة، عاين الباحثون الحمض النووي (DNA) الخاص بأكثر من 1000 شخص من شمال وجنوب إيطاليا، وأكثر من 1700 شخص من هولندا. وجميعهم كانوا قد ملأوا استبيانًا يحوي أسئلة عن عدد أكواب القهوة التي يتناولونها يوميًا.

وجد الباحثون أنه من بين الايطاليين، أولئك الذين يوجد لديهم اختلافًا معينًا في جين (PDSS2) يميلون إلى تناول كميات أقل من القهوة من الذين لا يملكون هذا الاختلاف بحوالي كوب واحد فقط في اليوم.

وجدت الدراسة أن السبب وراء هذا يمكن أن يكون بسبب أن هؤلاء الناس الذين يملكون هذا التغير في جينهم يكون عندهم امتصاص الكافيين بطيء، ويظل في أجسامهم لفترة طويلة ولهذا يميلون لشرب قهوة أقل.

في نفس الوقت وطبقًا للدراسة التي أجريت، فإن من بين كل الهولنديين الذين خضعوا للدراسة وجد الباحثون نفس الاختلاف ولكن بفارق أصغر من الايطاليين بين الذين يحملون التأثير في جينهم والذين لا يحملونه.

وأضاف الباحثون أن هذا التباين ممكن أن يكون بسبب العادات المختلفة بين البلدين. ففي إيطاليا عادة ما يشرب الناس فنجانًا صغيرًا من الاسبريسو أو الموكا، بينما في هولندا فمن الشائع أن يشرب الناس القهوة المصفاة. هذا الاختلاف في طريقة إعداد القهوة قد يكون سببًا في اختلاف نسبة الكافيين في الفنجان الواحد. في الواقع ونسبةً للدراسة، فإن نسبة الكافيين في القهوة الهولندية أعلى بثلاث مرات منها في الإيطالية.

على كل، جين ((PDSS2 ليس الجين الوحيد المرتبط بطريقة امتصاص الكافيين. فطبقًا لبحوث سابقة هناك جينات أخرى مسؤولة عن الإنزيمات التي تهضم الكافيين، والتي ترتبط أيضًا بالكمية التي يشربها الشخص.

كتب الباحثون أنه من الممكن أن يكون (PDSS2) يمنع تلك الإنزيمات. وبمنعها، لا يمتص الجسم الكافيين بكفاءة.

يقول نيكولا بيراستو (Nicola Pirastu) وهو زميل بحث متخصص في الصفات الوراثية الكمية والإحصائية في جامعة إدنبرة والمحرر الرئيسي للدراسة: «إن نتائج دراستنا تضاف إلى قائمة الدراسات، مقترحةً أن سعينا نحو شرب القهوة هو جزء لا يتجزأ من جيناتنا». ويضيف بيراستو: «الكثير من الأبحاث لا تزال بحاجة إلى فهم العلاقة بين التغير الجيني وامتصاص القهوة في الجسم».

يعمل أحد الباحثين المشاركين في الدراسة لصالح شركة القهوة (ايللي)، وعلى كل حال فإن الشركة لم توفر أي تمويل للدراسة.


ترجمة: حسن كوسا
المدقق: دانه أبو فرحة
المصدر