عملية زرع لنخاع العظام تطهر مريضين من فيروس الأيدز


بعد أكثر من ثلاث سنواتٍ على إجراء عملية زرع لنخاع العظام، رجلان من أستراليا يبدو أنهما خاليان من فيروس “الأيدز”.

قبل أكثر من ثلاث سنوات، قام باحثون أستراليون في مشفى “St Vincent’s” و معهد “Kirby” التابع لجامعة ” New South Wales” بعملية زرع نقي العظام لشخصين حاملين لفيروس HIV واليوم يبدو أنهما خاليان من هذا الفيروس.

وقد نوه الباحثون لحقيقة أن نقي العظام المستخدم في العملية لم يكن يحوي نسختي الجين “CCR5 delta32” (و هو جين طافر يتسبب في منع نفاذ فيروس الأيدز إلى خلايا الجهاز المناعي و بالتالي يقي من الإصابة بمرض الأيدز)، ما يعني أن النقي العظام غير الحاوي على هذا الجين يمكن استخدامه أيضاً للوقاية من الفيروس.

المريض الأول خضع لزراعة نقي العظام عام 2010 لعلاجه من السرطان اللمفاوي اللاهودجكيني و قد حوى نقي العظام المُتبرع له على نسخة واحدة من نسختي جين “CCR5 delta32″، أما المريض الاخر فقد خضع لها لعلاجه من مرض سرطان الدم دون أن يحوي نقي العظام المنقول له على أي جين يقي من الإصابة بمرض الأيدز.

الآن أصبح كلا المريضين خاليَين من الفيروس، ورغم ذلك تابعا العلاج المضاد للفيروسات (ِART) و الذي يوقف تطور المرض كإجراءٍ وقائي. ففي بوسطن خضع مريضان لعملية مشابهة في عام 2012 لكن لم يحوِ نقي العظام على جين “CCR5” مما أدى إلى عودة الفيروس بعد توقفهما عن تعاطي الأدوية المضادة للفيروسات.

هذه التفاصيل عرضها الدكتور “David Cooper” و هو مدير معهد “Kriby” وقائد البحث في مؤتمرٍ صحفي في ملبورن في أستراليا. “كان من المحتمل أن تتراجع صحة كلٍّ من المريضين و تصاب بانتكاسةٍ لو أنهما توقفا عن العلاج المضاد للفيروسات” بحسب ما قاله اختصاصي الامراض المعدية “Timothy Henrich” لدورية “nature” و هو ما جعل الباحثين يتوخون الحذر في قول أن المريضين قد شفيا تماماً من الأيدز.

الحالة الوحيدة التي شفيت حتى الآن من مرض الأيدز هو “Timothy Ray Brown” و يعرف أيضاً بلقب “مريض برلين 2008” و الذي أُجريت له عملية زرع نقي العظام و أصبح خالياً من فيروس الأيدز من ست سنوات وقد توقف عن تعاطي مضادات الفيروسات. إن عملية زرع نقي العظام صعبةٌ و مكلفةٌ و لا يجب اعتبارها “علاجاً عملياً” للأيدز بحسب ما ذكره الباحثون على موقع الجامعة الرسمي.

يقول الدكتور “Sam Milliken”، و هو مدير مشفى “St Vincent’s” لأمراض الدم وزراعة نقي العظام ومشاركٌ في البحث، أنّ هذا الخبر هو بالتأكيد رائع وغير متوقع لمرضى الأورام و الأيدز، و أنّه باستخدام مبادئ زراعة الخلايا الجذعية من الممكن أن يمنحنا هذا البحث تصوّراً جديداً بالكامل عن فيروس الـHIV
ما زال الباحثون يعملون على معرفة فيما إذا كانت هناك فيروسات ما تزال متواجدة في جسمَي المريضَين الأستراليَين و أين تختبئ هذه الفيروسات. إن معرفة هذا الأمر هو شيءٌ مهمٌ جداً للتوصل لعلاجٍ لمرض الأيدز.

في الحقيقة لا يعرف العلماء سبب بقاء كميات غير مكتشفة من فيروس HIV في أجساد بعض المرضى المعالجين، و هو أمرٌ يفسره الدكتور “Kersten Koelsch” من الجامعة نفسها بأن العلاج بزراعة نقي العظام يقضي على بعض الخلايا المصابة بالفيروس بينما يقوم الجهاز المناعي للمريض بالقضاء على باقي هذه الخلايا المُصابة. ويضيف الدكتور Koelsch: “علينا القيام بأبحاث ٍ أخرى لمعرفة لماذا و كيف تزيل زراعة نقي العظام الفيروس من الجسم”.

في الوقت الحالي، تعني هذه النتائج أن عدداً أكبر من الناس الملائمين لعملية زرع نقي العظام يمكنهم المشاركة في التجارب السريرية لتحديد مدى أهمية هذه الطريقة في العلاج.

حالياً يخضع ستة مرضى فقط في كل أستراليا سنوياً لهكذا نوع من العمليات.


ترجمة: راوان خاشوق


مصدر 1 | مصدر 2