دراسة حديثة من معهد أبحاث روتمان تبحث في تأثير الموسيقى على الدماغ البشري، درس الباحثون الدور الذي تلعبه الموسيقى في تعزيز القدرات المعرفية لأدمغتنا، ومدى تأثير التدريبات الموسيقية في تحسين القدرة على سرعة تحديد الأصوات بشكل صحيح.

من المعلوم أن ممارسة الموسيقى مفيدة للنمو المعرفي للأطفال والمراهقين، لكن هذه الفائدة سوف تستمر فيما بعد في فترة البلوغ وحتى في عمر أكبر، حسب دراسة جديدة قام معهد أبحاث روتمان في كندا.

وفقًا للباحثين الذين نشروا أعمالهم في دورية علم الأعصاب () بتاريخ 28 يناير 2015، فإن بدء ممارسة الموسيقى قبل سن 14 سنة والاستمرار بتدريب مكثف خلال عشر سنوات؛ سيكون له تأثير كبير ودائم على القدرة على التعلم وفهم الخطاب حتى عند كبار السن.

ولتنفيذ هذه الدراسة، استعان العلماء بعشرين شخصًا من البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 55-75 عامًا، ولا يعانون من أي مشاكل في السمع، 10 أشخاص من الموسيقيين و 10 آخرين من الذين لم يتلقوا تدريبًا موسيقيًا.

وتم وضع سماعات على رؤوسهم في مختبر مراقب، وإرسال شذرات من الكلام عبر هذه السماعات، كانت كلها أصواتًا عشوائية تضمنت في بعض الأحيان حرفًا واحدًا مثل: (اووه) أو (آآآه) وأصوات أخرى أكثر غموضًا كانت عبارة عن مزيج من صوتين، مما شكل تحديًا كبيرًا لقدراتهم السمعية من أجل تحديد الأصوات.

في الوقت نفسه، قام الباحثون بتحليل النشاط العصبي عن طريق التخطيط الكهربائي للدماغ، وهي تقنية تصوير قادرة على قياس التوقيت الدقيق للنشاط الكهربائي الذي يحدث في الدماغ عند الاستجابة للمثيرات الخارجية.

كانت النتيجة أن أدمغة هؤلاء الموسيقيين كبار السن أظهرت أداءً أفضل وأكثر فعالية للاستجابات العصبية والفيزيولوجية، بل كانوا أسرع من أقرانهم في تحديد الأصوات بشكل صحيح بنسبة 20%.

يقول المحرر الرئيسي لهذه الدراسة غافين بيدلمان (Gavin M. Bidelman): «لاحظنا عند الموسيقيين استجابات دماغية أفضل مرتين أو ثلاثة من غيرهم.

وبعبارة أخرى، فإن أدمغة هؤلاء الموسيقيين تعطيهم صورة أكثر وضوحًا ودقة عن الخطاب، وهذا ما يفسر فهمهم الأفضل للرسالة».

ومما لا شك فيه عند هؤلاء الباحثين أن معنى الرسالة ومحتواها كانا مفهومين أكثر عند الموسيقيين، وذلك نظرًا لليونة الدماغ التي اكتسبوها خلال تكوينهم الموسيقي.

التربية الموسيقية تُبعِـد التأخر المعرفي

حسب هذه الدراسة، فإن التربية الموسيقية تجعل الإنسان أقل عرضة للتأخر المعرفي المرتبط بالسن.

نظرًا لكونها تعزز القدرات المعرفية بشكل دائم. كما أكد الباحثون على أهمية الاستفادة من التربية الموسيقية في المدارس، وكذلك في إطار برامج إعادة تأهيل المسنين.


  • إعداد: ياسر نحيل
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • المصدر