النوم المبكر للأطفال قد يقيهم من الإصابة بالسمنة في سن المراهقة


يبدو أن الأطفال الذين ينامون مبكرًا قبل الساعة الثامنة في مرحلة ما قبل المدرسة، معرضون بشكل أقل بالنصف للإصابة بالسمنة من أولئك الذين ينامون في وقت متأخر. فأوقات النوم بعد التاسعة مساءً أظهرت احتمال تضاعف خطر الإصابة بالسمنة في مراحل لاحقة من حياة الطفل، وذلك تبعًا لدراسة أجرتها كلية الصحة العامة في جامعة أوهايو.

وتقول سارة اندرسون الباحث الرئيسي في هذه الدراسة، أنه بالنسبة للأهل فإن هذه الفكرة تعزز أهمية تعويد الأطفال على روتين وقت النوم. وأضافت أن ما تقوم به الأسر من أجل تجنيب الأطفال هذا الخطر يكون ملموسًا في بعض الأحيان، إضافة إلى احتمال وجود تأثير إيجابي على تصرفاتهم وسلوكهم الاجتماعي وعلى إدراكهم الحسي والعاطفي.

ويعتبر الوزن الزائد للأطفال أحد الهموم الصحية الكبرى في الولايات المتحدة، حيث ما يقارب 17% من الأطفال والمراهقين -أي ما يعادل 12.7 مليون طفل ومراهق- يعانون من الوزن الزائد، حيث أن السمنة يمكن أن تحدد معاناة الأطفال مدى الحياة مع الوزن والمضاعفات الصحية التي يمكن أن ترافقه مثل أمراض القلب والسكري.

وعند إجراء الدراسة، كانت الفروقات صادمة حيث أنه فقط 1 من أصل 10 أطفال أصيب بالسمنة في مرحلة المراهقة من الذين اعتادوا النوم مبكرًا، مقارنة بـ 16% من الأطفال الذين ناموا بوقت متوسط و 23% ممن تأخروا في وقت نومهم. وبعيدًا عن تأثير الجو العاطفي ضمن المنزل وعلاقة الأم بأطفالها؛ وجد العلماء صلة قوية بين وقت النوم والوزن الزائد، ولكن الأطفال الذين اعتادوا النوم متأخرًا وكانت علاقة الأم بهم منخفضة واجهوا خطر الإصابة بالسمنة بشكلٍ أكبر.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين كانت لديهم عادة النوم المتأخر كانوا من غير البيض، وأمهاتهم أقل تعليمًا ويعيشون في أسر دخلها منخفض.

وأكدت أندرسون أن وضع الطفل في السرير لا يعني أنه سينام فورًا، ولكن اتباع روتين نوم محدد سيعني مع الوقت أن الطفل سينال ما يحتاجه من النوم بالشكل الأمثل. وأضافت أن ذهاب الأطفال للسرير في وقت مبكر يشكل تحديًا لبعض الأسر مقارنة بغيرها، فالعائلات لديها الكثير من المتطلبات المتداخلة التي بحاجة للعديد من التنازلات من أجلها، وكمثال على ذلك إذا كنت تعمل متأخرًا فأنت مضطر لتأجيل وقت النوم لوقت متأخر.

والغالبية العظمى من الأطفال مبرمجون بيولوجيًا للنوم قبل الساعة التاسعة وذلك تبعاً لدراسة سابقة. وهذه الدراسة لا تعطي أجوبة حول كيفية تداخل وقت النوم مع بقية العوامل التي يمكن أن تؤدي لاكتساب الوزن في مرحلة الطفولة مثل التغذية والنشاط البدني، هذا يبقى مجالًا لمزيد من الأبحاث.


المترجم : أمين السيد وفاطمة الطريحي
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر
الدراسة