التوقف عن تجربة أحدث علاج للسرطان ما السبب ؟


تُوفي شخصان مصابان بالسرطان خلال تجربة دواء ضد سرطان الدم، رغم كونهما تحت مراقبة طبية دقيقة. وبالتالي توقفت تجارب الدواء عقب معرفة الخبر الذي لم يكن صدمَة لعائلات المتوفَّين فحسب بل للعلماء العاملين على علاج الخلايا التائية «T-Cell» الذي يُعتبر أحد أكثر العلاجات الواعدة في أبحاث السرطان.
يعمل العلاج المسمّى بـ «JCAR015» عن طريق أخذ خلية تائية (وهي نوع من خلايا الدم البيضاء) وإعادة برمجتها -تعديلها وراثيًا- لاستهداف خلايا السرطان والقضاء عليها ثم تُعبّأ في مجرى الدم وتقوم بتدمير بقية الخلايا القابلة للتحول لخلايا سرطانية.
وعلى الرغم من أنّ علاجات مثيلة قد لاقت نجاحًا كبيرًا في اختفاء أعراض مرض السرطان لـ 94% من المشتركين بها، إلّا أنّ الأعراض الجانبية المصاحبة للعلاج قد تكون شديدة الأثر، والسبب هو أنّ العلماء يقومون بإزالة الخلايا التائية المتواجدة في الجسم بأكملها عن طريق العلاج الكيميائي قبل البدء بالعلاج الجديد.

وقد توفي ثلاثة مرضى خلال التجربة التي تدار من قبل شركة معالجي جونو «Juno therapeutic»، فقد توفي أحدهم منذ أكثر من شهر، واثنان توفيا قبل أسبوعين، من مجموع عشرين مريضًا التحقوا بهذه التجربة. ممّا يجعلها ليست مجرد حالة فردية في عدم قبول العلاج الجديد، فتم إيقاف التجربة على الفور.
صرّح المدير التنفيذي لمعالجي جونو «هانز بيشوب-Hans Bishop» لصحيفة فوربز (Forbes) قائلاً: «هذه محض تجربة متواضعة، ولا شكَّ من صعوبتها على الأطباء المعتنين بالمرضى وعلى عوائلهم أيضًا، ولكن الجميع عازمون على إنجاح الأمر، وما زلنا نتعلم كيفية استخدام خبراتهم في البحث عن أكثر الطرق سلامةً وفعاليةً».

كان المرضى المتوفَّوْن في العشرينيّات من العمر قد عانوا من انتكاس سرطان الغدة اللمفاوية في الخلية البائية «B-Cell». وترتبط وفاتهم جميعًا بسبب تورم في الدماغ والوذمة الدماغية (وهي تراكم المياه في داخل أو خارج الخلايا في المخ).
على الرغم من استمرار تحقيق الشركة في الوفيات لكن يبدو أن المسبب هو عقّار كيميائي يدعى بالفلودارابين «fludarabine».
في علاج الخلايا التائية يعطى العلاج الكيميائي للمرضى قبل حقن المريض بخلايا الدم البيضاء المعدلة وراثيًا، حتى تقوم الخلايا التائية الجديدة بإعادة التسكين في مجرى الدم.
قام الأطباء في بداية تجربة «JCAR015» بإعطاء المرضى دواءًا كيميائيًا يدعى (سايتوكسان-cytoxan) فقط خلال هذه الخطوة وكانت النتائج إيجابية. ويضيف هيربير: «إنّ الدراسات الأولية التي أجريت في مركز (سلون-كيتيرنغ) التذكاري المركزي لأبحاث السرطان في نيويورك قد أظهرت معدل استجابة يقدر بـ 80%».

مع ذلك فإنّ شركة جونو حالياً تقوم بإجراء ثماني تجارب على الخلايا التائية، ووجدت أنّ نتائج التجارب قد تحسنت بعد إضافة عقّار الفلودارابين لذا قررت إضافة هذا العقار لمرضى تجربة «JCAR015» بالإضافة إلى عقّار السايتوكسان في منتصف التجربة.
وعندما توفي أول المرضى في شهر أيار لم يعتقد باحثو التجربة أنّ الوفاة سببها التركيبة المزدوجة، وقد دُعِّم هذا القرار من قبل مجلس مراقبة سلامة البيانات وجهات تنظيمية خارجية.

لكن بعد حدوث حالتي الوفاة بسبب الوذمة الدماغية تمّ إيقاف التجربة من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) إلى أن تثبت (جونو) أنّ بإمكانها إكمال التجربة بأمان.
وقدمت الشركة اقتراحًا بإكمال تجربتها بالرجوع إلى مركب (السايتوكسان) فقط وصرح هيربير: «إنّ الإدارة ستتخذ القرار خلال الشهر المقبل».


إعداد: زينب الأنصاري
تدقيق: شريف منصور
المصدر