هل تسبب المعكرونة السمنة أو زيادة الوزن ؟ إذا كنت ممن يُحبون المعكرونة وتناولها مع الصلصة فهذا المقال سيُعجبك، حيث أنَّ دراسة جديدة أظهرت أنَّ المعكرونة لا تُسبِّب السُمنة بل يُمكن أن تُساعد على تخفيض الوزن فعليًا!

فعندما يتعلق الأمر بتخفيض الوزن فإنَّ المعكرونة من أكثر المأكولات التي تم تشويه صورتها، ولكنَّ دراسة جديدة وجدت أنَّـها في الظروف العادية لا تزيد الوزن بهذا الشكل.

إنَّما في الواقع يُمكنها أن تُساعد في الحفاظ على وزنٍ صحي وذلك تِبعًا لدراسة شملت أكثر من 20000 شخص.

وقد شهدنا في السنوات الأخيرة ثورةً فيما يتعلق بالأغذية، على الرغم من عدم مُلاحظة أغلبنا لهذا الأمر.

فالأمور الثلاثة السيئة لأي نظام غذائي صحي هي (الزبدة، الملح، البيض) وقد تم البدء باستبدالها وفقًا لبحث جديد، وبالرغم من وجود الأدلة العلميَّة فإنَّ دراسات أخرى تتحدى التوصيات الغذائيَّة الأمريكيَّة التي استمرت لعقود من الزمن، ويقول لنا الباحثون الآن أنَّه ليس هُناك سبب للابتعاد عن المعكرونة.

ولكن لنكن صريحين فلا أحد يقول لك أن تتناول الكثير من المعكرونة الدسمة أو الزبدة أو البيض المالح.

فالمثل الذي يقول: «كُلُّ شيءٍ باعتدال» هو المطلوب هُنا.

ويشرح باحثون من معهد (Neuromed) في دراسة جديدة، أنَّه عندما يكون طعامك جزء من طعام منطقة البحر المتوسط الصحي، فالمعكرونة هنا هي صديقك من أجل خسارة الوزن.

حيث تقول إحدى أعضاء فريق البحث:«تَبعًا للأمور الشائعة فغالبًا ما تُعتبر المعكرونة غير مُلائمة عندما تُريد إنقاص وزنك.

كما ويمتنع البعض عن تناولها نهائيًا».

ووفقًا لهذا البحث، يُمكن القول أنَّ هذا ليس بالتصرف الصحيح.

فنحن نتحدث هُنا عن مُكون أساسي من مُكونات الطعام الإيطالي ولا يوجد مُبرر للتخلي عنه.

وقد استخدم الفريق في الدراسة استبيانًا موحدًا لجميع المُشاركين لمعرفة ما يتناوله كُلُّ مُشترك خلال الـ24 ساعة الماضية، بما في ذلك وقت تناول الطعام ومكانه ووصفٌ لنوعية وكمية الأطعمة والمشروبات، كما وتمَّ أخذ الوجبات الجزئيَّة بعين الاعتبار، وما إذا كان المُشاركون يتَّبعون نظامًا غذائيًّا مُعينًا أو أنَّ طعامهم في الـ24 ساعة الماضية كان مُختلفًا عن المُعتاد.

ولم تكتف الدراسة بعدم وجود علاقة بين المعكرونة والوزن غير الصحي، بل وجدت عكس ذلك حيث ارتبط استهلاك المعكرونة بانخفاض الوزن.

كما وتوصَّل الباحثون إلى أنَّ استهلاك المعكرونة كجزء تقليدي من طعام منطقة البحر الأبيض المتوسط كان له تأثير سلبي على مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر، إضافةً لانخفاض معدل انتشار السُمنة والوزن الزائد.

وأضاف الباحثون أنَّ الهدف من هذه الدراسة هو الإشارة إلى أنَّ حمية البحر الأبيض المتوسط التي تستهلك الطعام بشكل مُعتدل مُفيدة لصحتك.

وعلى الرغم من أنَّ هُناك تحذيرات كثيرة، إلَّا أنَّ الأكثر أهمية من ذلك، إنَّ ارتباط استهلاك المعكرونة واتباع نظام غذائي صحي يتوقف على الشخص المعني ومدى التزامه بحِمية البحر المتوسط المُكونة من أطعمة عالية الكربوهيدرات والألياف مثل البُقوليات والأرز والحبوب بالإضافة إلى الجبن وزيت الزيتون والطماطم والثوم والأسماك.

وهذا يعني أنَّ الأشخاص الذين يتمتعون بالمعكرونة ويحافظون على وزنهم مُنخفضًا،قد حافظوا على نظام غذائي صحي ومُتوازن بشكل عام.

حيث كانوا يتناولون المعكرونة مع الخضروات والأسماك بدلًا من تناول وجبات ضخمة مليئة بالدَّسم واللحوم.

وكانت أحجام وجباتهم مُتواضعة، لذلك فنحن نتكلم عن المعكرونة كجزء وليس ككامل الوجبة وهذا أمرٌ شائع في طعام منطقة حوض المتوسط.

وعندما نختصر هذه النتائج نجدها ليست غريبة، فيُمكنك تناول المعكرونة لتُحافظ على نظام غذائي صحي ومُتوازن، فالكروبوهيدرات الجيدة تُساعد على الشعور بالشبع وبالتالي تقليل كمية السُعرات الحراريَّة المُتناولة.


  • إعداد: أمين السيد
  • تدقيق: هبة فارس
  • تحرير: ندى ياغي
  • المصدر