منظمة الصحة العالمية: لا وجود لأساس علمي على إضطرابات نفسية خاصة لو راجعت مجموعة اللوائح F66.0 ضمن التصنيف العالمي للأمراض (ICD)، وهو من أكثر المراجع المستخدمة عالميًا في التشخيص، ستجد ضمنها إضطراب البلوغ الجنسي.

وهو حالة نفسية يمر بها الشخص عندما لا يكون متيقنًا من توجهه الجنسي بشكلٍ يجعله مصاب بالإحباط والقلق.

وطبقاً لهذا التصنيف الذي يرجع تقسيمه إلى النظرية الفرويدية التي تنظر للمثلية الجنسية على أنها “حالة غير ناضجة من التطور الجنسي”، من الممكن أن يصنف المراهق المثلي على أنه مريض نفسيًا لمجرد وجود رغبات جنسية متناقضة لديه.

لكن في الوقت الحاضر، وبعد مراجعة دراسات في الصحة نفسية لعدة عقود من الزمن، فليس من واضح وجود مثل هذا المسار الخطي في التطور الجنسي، لذلك أوصى علماء من الذين تم تعيينهم من منظمة الصحة العالمية (WHO) بإزالة هذا التصنيف إضافةً إلى أربعة تصنيفات أخرى للإضطرابات الجنسية من التصنيف العالمي للأمراض (ICD).

إذ تضمن التقرير الذي أجراءه العلماء على أنه ليس هناك من مبرر طبي أو صحي أو بحثي لتصنيف التشخيص بناءًا على التوجه الجنسي، ويجب إزالة كل هذه التصنيفات التي لا تستند لأساس علمي وحسب، بل ومراعاةً لقضايا حقوق الإنسان.

ومن شأن هذه التوصيات أن تقوض العديد من المراجعات الحالية، بما فيها تصويت وزراء الصحة لأكثر من 170 دولة في منظمة الصحة العالمية، وعلى الأرجح، سيكون هناك تراجع كبير من قبل البلدان التي تعتبر المثلية الجنسية فيها مرضاً أو جريمة.

إن القوانين الموجهة ضد المثليين في روسيا وأوغندا ونيجريا مؤخرًا التي هي محل نقاش في دول أخرى، تقول بأنّ الوقت الحالي هو الأنسب لكي تقدم منظمة الصحة العالمية مفهوم يستند لأدلة على أن المثلية الجنسية ليست بمرض.

وبالرغم من أن الجمعية النفسية الأميركية قد أزالت هذا التشخيص من الدليل التشخيصي الإحصائي للإضطرابات النفسية (DSM) سنة 1974.

إلا أنها اِستبدلته بإضطراب آخر كتسوية سياسية وهو إضطراب التوجه الجنسي الرافض للذات Ego-dystonic sexual orientation وهو القلق أو الإحباط الذي قد بمر به شخص عند شعوره بأنه مثليّ الجنس أو الرغبة بتغيير توجهه الجنسي.

فعلى سبيل المثال لو وجدت امرأة بعد عشر سنوات من زواجها برجل بأنها منجذبة لامرأة أخرى فمن الممكن أن تُعتبر مريضة نفسيًا، ولازالت هذه الحالة مدرجة ضمن التصنيف العالمي للأمراض من دون أساس.

جدير بالذكر بأنه بحلول عام 1987، معظم الأطباء السريرين من الذين دعموا هذا التشخيص قد غادروا الجمعية بما مكن المنظمة من إزالة الإضطرابات المتعلقة التوجه الجنسي.

ويأمل العلماء الآخرون أن يتم إزالة هذا التشخيص من التصنيف العالمي للأمراض كما تم إزالة المثلية الجنسية من ضمن اللائحة سنة 1990.

ومن المفاجئ كذلك أن بضعة دراسات فقط منشورة حول الحالات الخمس الباقية على مدار عشرين سنة مضت، إضافةً إلى عدم الخروج بمجموعة من البحوث التي لا يتم تبليغ منظمة الصحة العالمية بها بشكلٍ منظم من أي دولة عضو ولذلك فهي لا تستخدم ضمن حسابات المنظمة الخاصة بأعباء الأمراض حول العالم.

وبناءاً على هذه الأدلة، يوصي الأطباء بأن تتم معالجة القلق أو الإحباط لدى مثليي الجنس شأنهم شأن الآخرين.


  • إعداد: علي حامد

مصدر 1
مصدر 2