عميقًا تحت سطح الأرض تقع طبقة سميكة وصخرية تسمى “الدثار” (mantle)، والتي تحتل الجزء الأكبر من حجم كوكبنا. لعقود مضت، اعتقد العلماء أنّ الطبقة السفلية للدثار تتكوّن من معادن سيليكاتية ذات تركيب معدني ثابت ومُستقر تحت ضغط وحرارة عاليين كما هي ظروف هذا النطاق. وعلى الرغم من وجود نماذج صناعية (معملية) لهذا النطاق الأرضي، إلا إنه لا توجد إلي الآن عينات حقيقة في صخرة على سطح الأرض تمثل هذا الجزء. لكن بفضل أعمال اثنين من العلماء، تمّ اكتشاف وجود طبيعي لهذه المعادن السيلكاتية الشائعة بطبقة الدثار السفلي في نيزك، مما يجعلها مؤهلة للحصول على اسم رسمي.

sn-bridgmanite

تمّ إطلاق اسم بريدجمانيت (Bridgmanite) على المعدن الجديد، تكريماً لبيريسي بردجمان، الفيزيائي الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء 1946، لمساهمته الأساسية في فيزياء الضغط العالي.

إن تجارب الضغط والحرارة العاليين، وكذلك البيانات السيزمية (الزلزالية) ترجح بقوة أنّ معدن bridgmanite أو [Mg,Fe)SiO3-perovskite)] هو المعدن السائد في الطبقة السفلية من الدثار، ولكن نظراً لاستحالة بلوغ هذا النطاق، الذي يقع على عمق حوالي 400 ميل تحت سطح الأرض، والعينات الصخرية القادمة إلى سطح الأرض من هذا النطاق نادرة للغاية، فلم يسبق وصف عينات من هذه الصخور بشكل كامل.

وذلك حتى تمت دراسة الحجر النيزكي تنهام، وهي صخرة فضائية سقطت في أستراليا عام 1879. ولأنّ هذا النيزك -بعمر 4.6 مليار عام- قد نجا الاصطدمات القوية مع الكويكبات، فيُعتقد أنها ظروفها تشبه ظروف الضغط العالي الذي يوجد في دثار الأرض، مما يجعلها مرشحاً جيدًا لإحتوائها على البردجمانيت.

تمت الموافقة على المعدن والتسمية الجديدة في 2 يونيو من قبل لجنة جمعية التمعدن الدولية المختصة بشأن المعادن الجديدة والتسمية والتصنيف.


مصدر