الكثير من النّاس حول العالم يختارون الوجبات الغذائية الجاهزة الممتلئة بالسعرات الحرارية بدلاً من طعام المنزل، بينما يجلس الآن نصف الأمريكيين وهم يفكرون لمدة طويلة أكثر ممّا لم يفعلها أحدٌ قبلهم في كيفية خسارة الوزن، ذلك الأمر الذي أثقل أفكارهم.

وبينما نكون قد اعتدنا على سماع القول المأثور (كُلْ قليلًا، وَتمرّن كثيرًا)، تأتي الأخبار السيئة حيث أنّ المؤلفات العلمية لا تدعم فكرة أنّ التمرين وسيلةٌ فعالةٌ لخسارةِ الوزن وحلّ مشاكل الجميع.

يقول كيفن هال كبير المحققين في معاهد الصحة الوطنية الأمريكية: «نحن بحاجة الى إعادة تصنيف التمرين، فالتمرين ليس وسيلةً لخسارة الوزن، إنّه ممتاز للصحة وربّما يُعتبر أفضل شيءٍ بإمكانك فعله -عدا أن تقوم بإيقاف التدخين- من أجل تحسين صحتك، لكن لا تنظر إليه كوسيلة لخسارة الوزن».

الآن وقبل أن تنسحبَ من فريقك الرياضيّ وتقومَ بإلغاء عضويتك من الصّالات الرياضيّة، تذكّر أنّ التمرين أفضل ما يمكنك فعله لضمان حياةٍ طويلةٍ وصحيّة، ولذلك فأنت لازلت تحصل على الكثير من الإيجابيات من هذه التمارين الرياضية.

لكنّ السبب الذي يقف وراء عدم توقعك بأنّ التمرين له أثرٌ كبيرٌ على الخصر والأفخاذ هو أنّه ليست هذه الطريقة الوحيدة التي يستخدمها جسمنا في حرق سعراته الحرارية يوميًا.

بل هناك ثلاث طرق رئيسية تستخدمها لاستهلاك الطاقة المتناولة (Energy Input) وهي:

الطريقة الأولى:
مصروف الأيض الأساسي (Basal Energy Expenditure): وهو مقدار الطّاقة الّتي تلزم الجسم لمدّة ٢٤ ساعة لأداءِ كلّ وظائفه الأيضيّة الحيويّة وهو في وضع الرّاحة التّامّة.

الطريقة الثانية:
التّأثير الحراري للأغذية (Thermic Effect Of Food): وهو مقدار الطّاقة المَصروفة بسبب تناول الطّعام، بما في ذلك هضمه وامتصاصه ونقله وتمثيله وخزن العناصر الغذائية الموجودة فيه.

الطّريقة الثّالثة:
الطّاقة اللازمة للمجهود البدنيّ: وهي الطّاقة الّتي يستهلكها الجسم بسبب المجهود البدني الّذي يمارسه الشّخص، وقد تختلف حسب شدّة ومدّة الجهد البدني المبذول.

هذه الطرق الثلاثة ليست متساويةً في حرق السعرات الحرارية، لكنّ الحقيقة هي أنّ مصروف الأيض الأساسيّ يقوم فعليًا باستهلاك معظم سعراتك الحرارية يوميًا، بخلاف النشاط البدني الذي لا تسيطر عليه ولا تستطيع توجيهه.

يقول كريستوف هاوبرسن: «بينما يستهلك جسمك 100% من السعرات الحرارية، فإنّ 30% منها فقط تحت سيطرتك».

واقتراح أنّ الحمية فعليًا أكثر أهمية من التمرين من أجل فقدان الوزن هو شيءٌ بدأ بجذب المزيد من الانتباه، وتبين ذلك من خلال دراسة في هذا العام، إذ أوضحت أنّ النّشاط البدني له تأثير ضعيف على كمية السعرات الحرارية المحروقة من قبل مئات المشاركين في الدراسة وأنّ التمرين القاسي لا يؤدي الى حرق المزيد من السعرات الحرارية.

ونختم بقول الباحث هيرمان بونتزر من جامعة المدينة في نيويورك: «عملنا هذا يؤكد أيضًا على ضرورة التركيز على الحمية، خاصًّة حينما يتعلق الأمر بتنظيم أوزاننا ومنعها من اكتساب الوزن غير الصحي».

ترجمة: حسام عبدالله.
تدقيق: عبدالسلام الطائي.
تحرير: كنان مرعي.
المصدر