إنَّ لونَ الكون ليسَ فيروزّيًا شاحبًا، كما أعلنَ بعضٌ من علماء الفلك في فترة مُعينّة سابقًا.

لنْ نتركُكم تائهُون مع فضولكم طويلًا، فالجوابُ هوَ أنَّ لون الكون الحقيقي هو “البيچ”. وهي كلمة فرنسيّة تعني اللّونَ الرّملي، ويُسمّى أيضًا بالبنيّ الفاتح.

قامَ عالما فلك من جامعة جونز هوبكينز (Johns Hopkins) بتحليل بيانات ضوء 200.000 مجرّة في الكون، من أجلِ الوصول إلى معدّل ألوانها، وخرجَ الباحثان من دراستهما بنتيجة أنّهُ لو كان بإمكان العين البشريّة رؤية خليط تلك الألوان، سيكون أقربَ إلى اللّونِ الأخضرِ الشّاحب الخفيف. وهكذا، قال الباحثين أنّه لون الكون المُفترض.

لكن ، قام كلّ من “كارل جلازيبروك” (Karl Glazebrook) و “إيفان بالدري” (Ivan Baldry) بالاعترافِ بخطئهما في الدراسة السّابقة بعد ذلك بفترة.

وكان السببُ في ذلك استعمال برنامج حاسوبيّ بهِ خلل منعَهم من الحصول على النتائج الصحيحة، وتم اكتشافُ الخلل من طرف مُهندسين مُختصّين في الألوان بعدَ تحليل البيانات.

“إنّهُ لأمرٌ محرج،” يقول جلازيبروك. “لكن هكذا هو العلم. بما أننا لسنا سياسيين. عندما نُخطىء في شيء ما، نعترف بذلك. هكذا يعملُ العلم”.

وقد حدَثَ الخللُ في دراستهما عندما قام الحاسوب باختيار لون أبيض غير معياريّ من لوحتهِ الإلكترونيّة وقام بمزجهم مع الألوانِ الأخرى للخروجِ بنتيجة أنّ الكون له لون فيروزيّ (Turquoise).

عندمَا تمَّ تصحيح الخطأ وتم استبدال اللّونِ الأبيض غير المعياريّ مع لون أبيض معياريّ صحيح، كانت نتيجةُ ذلك الحصول على اللون البنيّ الفاتح، كما قال “جلازيبروك”. “إنّهُ يبدُو كالبنيّ الفاتح،” يقول. “لا أدري كيفَ أسمّيهِ غير ذلك، وأنا أرحبُ بالإقتراحات”.

قام “بالدري” سابقًا بإطلاق اسم ‘الطيف الأخضر الكونيّ’ على اللّون الفيروزي للكون. لكن لم يقترحُ الثنائي أي اسم أنيق للونِ البني الفاتح الجديد.

للحصُول على معدّل ألوانِ الكون، قام الباحثان بتجميعِ الضوء الصادر من المجرّات بعيدًا عنّا ببضعِ مليارات السنوات الضوئيّة.

ثم قاما بمُعالجةِ الضوء وكسرهِ إلى عدّة ألون، في عملية مُشابهة لتحويل ضوء الشّمس إلى قوس قزح بواسطة منشور.

في النهاية تم حساب مُعدّل قيم الألوان لجميع الأضواء وتحويلها إلى مقياس الألوان الأوليّة المنظورة للعينِ البشريّة.

وقال “جلازيبروك” أنّ البيانات الأساسيّة كانت صحيحة. أمَّا الخلل فقد حدثَ عندما تمّ تحويل البيانات العلميّة إلى درجة لون متوافقة مع مستوى إدراك العين البشريّة.

وقد أضافَ عالم الفلك أنّ عرضَ لون الكون الذي وصلُوا إليه للجمهور لم يكُن أبدًا جُزءًا من البحث العلمي الأصلي. وقد قام الباحثان بذلكَ “كمُزحة”.

“لقد قُمنا بذلك كهامشٍ مُسلّ في ورقتنا، ثم حصلنا على اهتمام إعلاميّ كبير. لقد كُنا مربكين تمامًا. لم نكُن نتوقع أن يكبُر الموضوع لهذه الدرجة.” يقول جلازيبروك.

إعداد : وليد سايس
مراجعة: عمار ياسر
تحرير: سهى يازجي
المصدر