بحث جديد من جامعة كورنيل يكشف عن إمكانية توافر الحرارة والمناخ المناسبين للحياة في مناطق من النجوم الحمراء العملاقة
النجوم الحمراء العملاقة تحترق من خلال الهيدروجين الموجود فيها مما يسبب انكماش النجم على نفسه بسب قوة جاذبيته الداخلية, وهذا الضغط الهائل سيسمح لعناصر مثل الهيليوم بأن تلتحم مع عناصر أثقل مثل الكربون وهذا الضغط العالي في اللب سيؤدي إلى توسع حجم النجم مثل بالون ساخن وربما يتوسع إلى ٢٠٠ مرة أكبر من حجمه الطبيعي.

وعندما تحدث هذه العملية داخل الشمس فإن الأرض ستتعرض إلى قصف كثيف جداً من الإشعاعات الشمسية وهذا سيؤدي إلى غليان ماء البحار والمحيطات إلى درجة التبخر, ليس ذلك فحسب, بل إن الغلاف الجوي سيختفي تماماً تاركاً كوكبنا معرض لأي شيء يأتي من عمق الفضاء .

وخلال المرحلة الأولى من مراحل تطور العمالقة الحمراء ستكون الحياة على الأرض قد انتهت. وستستمر هذه النجوم العملاقة في التوسع حتى تلتهم عطارد ثم الزهرة وذلك فى المرحلة النهائية من توسع العملاق الأحمر.
هذه نهاية الأرض ولكن ليس الحياة

توسيع الآفاق

السباق المحموم الآن في علم الفلك يجرى على قدم وساق لاكتشاف كواكب خارج المجموعة الشمسية, ففي مناطق بعيدة معتدلة الظروف ممكن أن تتواجد كواكب صخرية بها مقومات تدعم وجود حياة!

فهناك شبكة من المسبارات والأقمار الصناعية والتلسكوبات أرضية وبين النجوم, معظمها مسخر لهذا السبب.
وجد الفلكيون من جامعة كورنيل أن النجوم من فئة العملاق الأحمر التي كان مستبعداً -في السابق – إمكانية استضافتها للحياة في كواكب حولها, وجدوا أنها قد تمتلك نطاقات داعمة للحياة حولها وقد تستضيف الحياة بشكل خاص بها.
ففي دراسة نشرت في جريدة الفيزياء الفلكية وضع (رمسيس راميريز) وفريقه نموذجاً للعمالقة الحمراء بحيث تعطي -لفترات طويلة -الحرارة والضوء إلى مناطق محددة في نظامها مما يعنى القدرة على تكوين حياة وازدهارها.
فالأقمار التي تدور حول كوكبى المشترى وزحل والتي تتلقى حوالي 1,25 و 1,90 من طاقة الشمس على التوالي ربما تكون مناطق قابلة للسكن وستبقى كذلك لفترة تتراوح بين ٢٠٠ مليون إلى 9 بليون سنة. (الجدير بالذكر أن الحياة على الأرض لتكون قابلة للتطور استغرقت ” 500 : 600″ بليون سنة. مما يعنى عدم تناسب طول العمر للأقمار لطول الفترة اللازمة لتطور الحيوات!! ).

مما يعنى توسيع الآفاق بالبحث خارج المجموعة الشمسية, وهو فعلياً ما تُعنى به دراسات الفلكيين بجامعة كورنيل .
والبحث سيتطرق إلى جوانب أخرى، إذ لن يتم التحقق من وجود الماء فحسب بل من وجود غازات كالأوكسجين والميثان وثاني أكسيد الكربون والتي تشير إلى وجود غلاف جوي
حتى عندما تموت شمسنا أخيراً علينا أن ننظر خارج النظام الشمسي لربما سيكون لدينا فرصة للعثور على سكن آخر شبيه بالأرض.

إعداد: إيناس حاج علي
تدقيق: شريف منصور

المصدر