ماذا يحدث لجسمك عندما تستهلك كميات كبيرة من الصوديوم؟
عند معظم الناس تواجه الكِلى صعوبة في مجاراة الصوديوم الزائد في مجرى الدم. فحين يتراكم الصوديوم، يحتفظ الجسم بالماء لتخفيف الصوديوم وهذا بدوره يزيد كلًا من كمية الخلايا المحيطة بالسوائل وحجم الدم في مجرى الدم.
زيادة حجم الدم يجعل القلب يبذل مجهودًا أكبر، مما يعني أيضًا المزيد من الضغط على الأوعية الدموية.
مع مرور الوقت، يؤدي العمل الإضافي والضغط على تصلب الأوعية الدموية مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى السكتة القلبية.
هناك أبحاث تدل على أن استهلاك الملح بكثرة يُمكن أن يؤدي إلى تلف القلب والشريان الأورطي والكلى وارتفاع في ضغط الدم، بالإضافة إلى آثاره السلبية على العظام.
إن ارتفاع ضغط الدم هو السبب الرئيسي لأمراض القلب والشرايين، فهي تُمثل ثُلثي مجموع السكتات الدماغية ونصف أمراض القلب في الصين.
ارتفاع ضغط الدم هو السبب الرئيسي للوفاة الذي يمكن منعه والمسؤول عن أكثر من مليون حالة وفاة سنويًا.
أهمية البوتاسيوم:
للصوديوم والبوتاسيوم آثار عكسية على صحة القلب إذ أنّ تناول كميات كبيرة من الملح يزيد من ضغط الدم والتي بإمكانها أن تؤدي إلى أمراض القلب، في حين أن تناول البوتاسيوم بنسب عالية يمكن أن يساعد على استرخاء الأوعية الدموية وإفراز الصوديوم وانخفاض ضغط الدم.
حاجتنا اليومية للبوتاسيوم أكثر بكثير من الصوديوم، النظام الغذائي في الولايات المتحدة مثلاً هو عكس ذلك تمامًا: كمعدل، يستهلك الأمريكيون حوالي 3300 ملليغرام من الصوديوم يوميًا -حوالي %75 منها تأتي مع الأطعمة المُصنّعة- بينما يستهلكون حوالي 2900 ملليغرام من البوتاسيوم فقط.
تُقدّم دراسة من أرشيف الطب الباطني المزيد من الأدلة على أن الوجبات الغذائية التي تحتوي على نِسب عالية من الملح لها آثار سلبية على الصحة:
- الأشخاص الذين يتناولون كميات عالية من الصوديوم ووجبات غذائية قليلة البوتاسيوم لديهم مخاطر أعلى للوفاة نتيجة أزمة قلبية أو لأي سبب.
- يمكننا أن نقوم بتغيير نظامنا الغذائي الرئيسي للمساعدة على خفض هذه المخاطر. الإكثار من تناول الخضار والفواكه الطازجة، فهي تحتوي طبيعيًا على كميات عالية من البوتاسيوم وكميات قليلة من الصوديوم، وتناول كميات أقل من الخبز والجبن واللحوم المُصنّعة، حيث أن هذه الأطعمة وغيرها من الأطعمة المُصنّعة تحتوي على كميات عالية من الصوديوم وكميات ضئيلة من البوتاسيوم.
وفقًا لهذه الدراسة، يكون الأشخاص الذين يستهلكون الصوديوم بكميات أكبر أكثر عرضة للوفاة لأي سبب كان، مقارنةً بأولئك الذين يتناولون كميات أقل من الصوديوم، وذلك بنسبة %20. الأشخاص الذين يستهلكون البوتاسيوم أكثر كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة %20 ممن يحصلون على كميات أقل.
إلا أن ما قد يكون أكثر أهمية للصحة هو نسبة الصوديوم إلى البوتاسيوم في النظام الغذائي: الأشخاص التي تحتوي وجباتهم الغذائية على نسب أعلى من الصوديوم إلى البوتاسيوم لديهم ضعفي خطر الوفاة نتيجة أزمة قلبية من الأشخاص بنسبة أقل، وكانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة %50 لأي سبب كان.
أمراض القلب والأوعية الدموية:
بالإضافة إلى مساهمة الملح في ارتفاع ضغط الدم، فإن استهلاك كميات كبيرة من الصوديوم يمكن أن يؤدي إلى السكتة الدماغية وأمراض القلب وفشل في القلب.
وتبين الأبحاث أن تقليل الصوديوم في نظامنا الغذائي من شأنه أن يقلل من معدل الوفاة وأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.
تدقيق: دانه أبو فرحة
تحرير: سهى يازجي
المصدر