قبيلة في الأمازون تتواصل مع العالم الخارجي لأول مرة


قبيلة في الأمازون تتواصل مع العالم الخارجي لأول مرة

قبيلة في الأمازون تتواصل مع العالم الخارجي لأول مرة

قررت السّلطات البرازيلية مؤخراً عن حدوث تواصل بين قبيلة من السكان الأصليين تعيش في غابات الأمازون الموجودة على حدود البيرو، التي لم تتواصل بالعالم الخارجي من قبل أبداً مع قبيلة أخرى بالقرب من حدود البرازيل والبيرو، في محاولة منهم للهرب من عمليات قطع الأشجار الغير مشروعة والتي تشكل خطر على حياتهم. اُكتشِفت هذه المجموعة لأول مرة في عام ٢٠١١ عن طريق صور جوية إلتقطتها الحكومة البرازيلية.

تغطي غابات الأمازون المطيرة حوالي ٢.١ مليون ميل مربع عبر أمريكا الجنوبية. في تلك المنطقة الواسعة جداً توجد قبائل من السكان الأصليين الذين بقوا منطوين و معزولين تماماً عن العالم الخارجي. و عندما يحاول الناس من المجتمع المتقدم أو الخارجي التواصل معهم هنالك إحتمالية أي خطر يهدد بالقضاء عليهم كالعنف و إنتشار الأمراض أيضاً.

عمل جوس كارلوس لدى الوكالة البرازيلية الحكومية والتي تعرف باسم فوناي (FUNAI) لمدة ٢٠ عام من أجل حماية حقوق قبائل السكان الأصليين. و عبر جوس عن قلقه للمنظمة البيئية (Survival International) المسؤولة عن حقوق السكان الأصليين، إذ أنها المرة الأولى منذ ٣٠ عام التي تبادر فيها القبائل بالتواصل لأول مرة مع العالم الخارجي. ثم أضاف قائلا: “يبدو أن شيئاً ما حدث هذه المرة، من الغير الطبيعي لمجموعة كبيرة من السكان الهنود الأصليين المنعزلين تماماً أن يحاولو التواصل بهذه الطريقة. إنه فعلا موقف جديد و غير مطمئن و حتى الأن نحن لا نعلم تماما ما السبب.”

عندما قابلت القبلية المعزولة سكان قبيلة أشانينكا (Asháninka Indians)، توقفوا لتفحصهم من بعيد، ثم بدأ السكان بعدها بإحضار بعض المستلزمات كالطعام من قريتهم ببطئ ومن ثم تواصلت القبيلتين بشكل مسالم تماماً و حيث وفرت قبيلة أشانينكا بعض الملابس و الطعام للقبيلة الأخرى. و بالرغم من عدم وجود أي أفعال عنف، تظل هذه القبيلة الغير معروفة مهددة بالخطر. مع أنهم بشكل عام يبدون في صحة جيدة ولم يواجهوا مشاكل صحية كثيرة من الأمراض الشائعة و المنتشرة كالإنفلونزا والبرد العادي، إذ أن هذه الأمراض العادية إذا إنتشرت بين سكان القبيلة قد تشكل كارثة بالنسبة لهم و ستقضي على عدد كبير جداً.

عندما قام بعض المبشرين المسيحيين بالتواصل مع قبيلة زو(Zo)في الأمازون في ثمانينات القرن العشرين، مات ربع سكان القبيلة بسبب الأمراض المعروفة في فترة ٦ سنين فقط. و من ثم بنت فونيا (FUNIA) عيادة صغيرة بالقرب منهم من أجل معالجة سكان قبيلة زو (Zo) و مع تقليل التواصل المباشر مع القبيلة و الذي أدى إلى تحسن الوضع و إتزان عدد سكان القبيلة.

للأسف لا يمكن إصلاح الوضع بسهولة إذ أن حجم هذه الغابات المطيرة يجعل أمر التنقل صعب جداً، و في العادة ينتهي الحال بأن يفوق عدد مهربين المخدرات و الخارجين عن القانون عدد المسؤولين بالجهات الحكومية. و بالطبع هنالك ايضاً التناقضات في قوانين وأنظمة حماية السكان الأصليين بين البرازيل والبيرو من الأعمال الإجرامية بدون التواصل المباشر معهم وتعريضهم للأذى. قد يبدوا الأمر صعباً، لكن لابد من فعل أمر ما لحماية هذه القبائل من خطر الإنقراض.

و أشار ستيفن كوري مدير منظمة (Survival international) قائلاً :”الحدود العالمية غير موجودة بالنسبة لهذه القبائل التي لم تتواصل من قبل مع العالم الخارجي وهذا بالضبط هو السبب الذي يجب أن يدفع البرازيل و البيرو في أن يعملو معاً لمنع فقدان المزيد من أرواح السكان الأصليين. عبر التاريخ، تم تدمير و إنتهاك أراضي هؤلاء السكان لذلك من المهم جداً أن يتم حماية مستوطناتهم.”


ترجمة: لجين علي


مصدر 1

مصدر 2