يُحتمل أن يحمل ما يربو على النصف من الرجال والنساء الغيريي الجنس جيناتٍ تسمى بجينات المثلية الجنسية (Homosexuality genes)، والتي سبق أن تم تمريرها من جيل معين إلى الجيل الذي يليه، وإلى هذا يُعزى سبب وجود المثلية الجنسية بين البشر عبر التاريخ وفي كل الثقافات، على الرغم من انعدام الذرية عادةً لدى مثليي الجنس من الرجال بحيث يمكنهم أن يرثوا هذه الجينات، حسب ما ورد في البحث المنشور في دورية أرشيفات السلوك الجنسي (Archives of Sexual Behavior)، حيث استخدم الباحث المُعِد نموذجًا حسابيًا يشتمل على الجوانب الوراثية، إضافة للميل الجنسي للمثليين من الرجال المنحدر من عوائل كبيرة.

واستنادًا لبحثٍ سابق، يتأثر التوجّه الجنسي بدرجة معينة بعوامل وراثية جينية، ولذلك يكون قابلًا للتوريث، مما يشكل عائقًا من المنظور التطوري، نظرًا لعدم نزوع مثليي الجنس من الرجال إلى إنجاب ذرية يمكنها أن تنقل جينات المثلية الجنسية في مادتها الوراثية.

وفي الواقع، فإن نسبة الذرية تقل لديهم بالمتوسط بمعدل 5 مرات مقارنةً بنظرائهم من غيريي الجنس أو غير المثليين.

ولغرض تفسير سبب وجود المثلية الجنسية بشكلٍ ثابتٍ غير متغير ضمن الجماعات السكانية البشرية الكبرى؛ فقد لجأ الباحث المُعِد للدراسة تشالادز لاستخدام نموذج وراثي قائم على أساس فردي، يؤخذ فيه بعين الاعتبار النتائج المستقاة من دراساتٍ حديثة تظهر إن الرجال المثليين يميلون للانحدار من عوائل كبيرة.

مما يطرح ما مفاده أن الجينات المسؤولة عن المثلية الجنسية لدى الرجال تزيد من الخصوبة أو كثرة الولادات (أي عدد الأطفال لدى شخص معين) بين الإناث من أعضاء عوائلهم ممن يحملن الجينات، بينما تفيد دراسات أخرى بأن العديد من الرجال من غير المثليين يحملون جيناتٍ قد تُهيء شخصًا ما لأن يكون مثلي الجنس.

وطبقًا لحسابات الباحث المذكور، فإن المثلية لدى الذكور تظل مستقرةً ضمن السكان بمعدلٍ منخفض وتكرارٍ ثابت لدى نصف الرجال، وما يزيد تقريبًا على النصف لدى النساء ممن يحملن جيناتٍ قد تهيء الرجال للمثلية الجنسية.

وعلى حد تعبير الباحث المذكور: «ويمكن لميل الأعضاء الإناث في أُسَر المثليين جنسيًا من الرجال أن يساعد على تفسير سبب ثبات نسبة المثلية الجنسية، إن أخذنا كذلك بعين الاعتبار مسألة أن من يحملون هذه الجينات من الذكور ليسوا مثليين جنسيًا على الدوام».

إمكانية أن يكون العديد من الرجال غيريي الجنس حاملين لجيناتٍ مثلية، مسألة يمكن لها أن تفسير سبب ارتفاع نسبة تقديرات أرقام الرجال ممن أفادوا بأن لديهم سلوكًا مثليًا أو انجذابًا نحو رجالٍ آخرين مقارنةً بتقديرات أولئك الذين عرّفوا عن أنفسهم بكونهم مثليين أو ثنائيي التوجه الجنسي (bisexual)، فطبقًا للباحث المذكور، قد يظُهر الذكور ممن يحملون جيناتٍ غير مثلية اهتماماً بالسلوك المثلي دون أن يكونوا مثليين.

وكذلك يمكن أن يكون لاحتمالية كون نسبة كبيرة من الأشخاص الغيريين حاملين لمادةٍ وراثية تهيء حامليها لمثلية الجنسية آثارًا فيما يتعلق بدراسات الجينوم، ولذلك، يجب على الباحثين أن يأخذوا في الاعتبار أن تشتمل مثل هذه الأبحاث على مشاركين ممن ليس لديهم أقاربٌ مثليون.

الغيري أو الشخص المغاير الجنس (heterosexual): يُطلق على هذا الاصطلاح على الشخص الذي تكون ميوله الجنسية تجاه الجنس الآخر وليس تجاه نفس جنسه، وبالتالي فهو يختلف عن الشخص المثلي الجنس (Homosexual) الذي تكون له ميول تجاه أفراد جنسه.