لقد تمّ بالفعل تحديد العلاقة بين النوم والتعلُّم وتشخيصها على أنها مفيدة للبالغين واليافعين.

أما الآن، فعالمتا النفس في جامعة ساسكس د. جيسيكا هورست وطالبة الدكتوراه صوفي وليامز أظهرتا أنّ الأطفال بعمر الثالثة الذين يأخذون قيلولة بعد أن تُقرأ لهم قصص سيُظهِرون أداءً أفضل في تعلم الكلمات الجديدة لاحقًا.

دراستهم شارك فيها 48 طفلاً بريطانياً، نصفهم أخذ قيلولة بعد الظهر، ونصفهم الآخر لم يفعل.

وكانت تُقرأ لهم إما نفس القصة، أو ثلاث قصص مختلفة، ولكن على أن يتم تعريضهم لنفس العدد من الكلمات الغريبة كل مرة.

عند إجراء الاختبارات بعد ساعتين ونصف، بعد 24 ساعة وبعد أسبوع، ظهر أن الأطفال الذين أخذوا قيلولة بعد سماع القصة أظهروا أداءاً أفضل بكثير من أولئك الذين لم يناموا.

وبشكل ملحوظ، فإن الأطفال الذين تم قراءة ثلاث قصص مختلفة لهم قبل نومهم أظهروا أداءً أفضل بنسبة 33% من أولئك الذين بقوا مستيقظين بعد سماع هذه القصص.

في الاختبارات اللاحقة، وجد الباحثون أن الذين بقوا مستيقظين لم يستطيعوا مجاراة أقرانهم في تذكر الكلمات.

هذا وقد أظهرت دراسات سابقة لـِ د. هورست أن قراءة نفس القصة للطفل بدلاً من قصص مختلفة كان أكثر فائدة لناحية تعلم الكلمات الجديدة.

ولكن الدراسة الجديدة تظهر أن النوم يمكن أن يكون له أيضاً تأثير إضافي كبير جداً، وخصوصاً عندما يستمع الطفل إلى قصص مختلفة.

أشارت د. هورست إلى أن العديد من الدراسات أظهرت أن الأطفال في عصرنا ينامون أقل من أي وقت مضى، وحتى أقل من الفترات الموصى بها.

نقص النوم المزمن يرتبط بشكل وثيق مع قدرة منخفضة على التعامل مع المفردات، سمنة الأطفال والسلوكيات الغريبة مثل نوبات الغضب.

“العديد من الأطفال قبل سن المدرسة يأخذون قيلولة بعد الظهر.

ولكن فترات القيلولة ضمن الفصول الدراسية تم تقليصها بشكل كبير وذلك لمواكبة المطالب الدراسية المتصاعدة” تضيف. ”

وبالنظر إلى المجموعة المتزايدة من الأدلة على أن استقرار فترات النوم له تأثير كبير على تعلم الأطفال، فإن مثل هذه السياسات يمكن أن تحمل لأطفالنا شروراً ضخمة”.

“في الواقع، نتائج الدراسات المشابهة للدراسة الحالية تشير إلى أننا يجب أن نشجع الأطفال الصغار على القيلولة، وينبغي علينا الاستفادة من فترة قبل القيلولة لتوجيه الأطفال في المجالات الأكاديمية الأساسية مثل تعلم الكلمات والحساب”.


المصدر