قام باحث جيولوجي من أستراليا الغربية بتحليل عينات صخرية من القمر تمّ جمعها خلال بعثات أبولّو كشفت عن دلائل على تعرّض القمر لضربة نيزك ضخم قبل 4.2 مليار سنة. قام بهذا الإكتشاف الأستاذ المساعد في جامعة كورتين “أليكسندر نيتشمين” عندما استطاع تحديد تاريخ جزء من الصخور القمرية التي كانت قد ذابت بفعل الحرارة التي خلفتها ضربة النيزك. النيزك الذي ضرب القمر كان بحجم عشرات الكيلومترات وخلف حفرة يبلغ إتساعها عدة مئات من الكيلو مترات.

وقد صرح الأستاذ المساعد “أليكسندر نيتشمين” أنّ الإصطدام حصل قبل 300 مليون سنة من أقدم تصادم قمري اكتشفه العلماء، اكتشافه هذا يعارض الرأي السائد بأن القمر تعرض لفترة تصادمات ضخمة واحدة فقط حصلت قبل 3.9 مليار سنة، وأنه كان من المعتقد أن هذه الفترة من القصف النيزكي الكثيف الذي كان له تأثيرات على القمر وعلى الأرض أيضاً كانت حدثاً واحداً لم يتكرر في تاريخ القمر.

“من الجائز أنه كان هناك تصادمات في فترة ما غير مرتبطة بالنظرية القائلة أن القمر تعرض لمرحلة واحدة من التصادمات قبل 3.9 مليار سنة، كان هناك تصادمات أخرى حصلت في مرحلة ما قبل ذلك” قال نيتشمين.

قام الأستاذ المساعد “نيتشمين” بتحليل الصخور القمرية باستخدام أداة بحث ايونية في جامعة كورتين حيث تعرف هذه الأداة باسم “Shrimp” تسمح للباحثين بتحديد عمر كميات صغيرة من الصخور بإختبار الجزيئات التي تتكون منها العينة. “كل ما تحتاجه من القيام بالبحث العلمي هو أن تسجل سبقاً جديداً، عليك أيضاً أن تجد وسيلة للمحافظة على العينات سليمة وأن تعرف كيف تتعامل مع عينات صغيرة و نادرة كهذه”.

التفسير الأفضل لدى “نيتشمين” للإرتفاع في نسبة التصادمات النيزكية في نظامنا الشمسي قبل 3.9 مليار سنة هو أنه يُعتقد ان بعض الكواكب انحرفت عن مسارها الطبيعي في ذلك الوقت. يقول “نيتشمين” أن حركة المشتري و زحل وكتلتهما الضخمة أدت إلى تزعزع استقرار نبتون و إرسال كويكبات ومذنبات صغيرة “تسبح بشكل عشوائي” في النظام الشمسي..”بالطبع حين تتفرق المذنبات في كل إتجاه ضمن نظامنا الشمسي ستبدأ بضرب جميع الكواكب الأخرى” يقول الأستاذ نيتشمن.


 

المصدر