تشكلت الكواكب والأقمار قبل عدة مليارات من السنين، وهو إطار زمني هائل لدرجة يصعب علينا استيعاب ما ينطوي عليه. أما أقمار وحلقات كوكب زحل الشهيرة، فلم تتشكل إلا قبل 100 مليون سنة فقط، مما يجعلها أصغر عمراً من معظم الديناصورات.

 

وفقاً لباحثين من “معهد البحث عن كائنات ذكية خارج الأرض” (SETI)؛ اكتشف نموذج حاسوبي جديد دليلاً على أن أقمار وحلقات زحل الداخلية حديثة التشكل نسبياً، خصوصاً وأن زحل نفسه، إلى جانب كواكب أخرى في نظامنا الشمسي، قد تشكل قبل حوالي 4.5 مليار سنة فقط.

جاء هذا الاكتشاف بعد تحليل البيانات الخاصة بمدارات أقمار هذا الكوكب.

بما أن زحل يتمتع بالكثير من الأقمار التي تدور حوله، فلابد لها من مشاركة الفضاء بينها، ما يعني أن مدارات هذه الأقمار متأثرة ببعضها البعض. ومع مرور الزمن، تتوسع هذه المدارات وتنمو.

إذاً، واعتماداً على هذا المنطق، يجب أن يكون للأقمار الأصغر في العمر مدارات أكثر اعتيادية من تلك الخاصة بالأقمار الأكبر عمراً، وذلك بفرض أن هذه الأخيرة استغرقت مليارات السنين لتصل إلى هيئتها الحالية الغريبة. وقد شرحها معهد (SETI) كما يلي:

” بمقارنة انحناءات المدارات الحالية مع تلك التي تنبأت بها محاكاة الحاسوب، تمكن الباحثون من معرفة مقدار نمو مدارات زحل. فقد تبين وفقاً لعدد من أهم الأقمار الصناعية (Tethys، Dione، Rhea) أن المدرات لم تتغير بالقدر الهائل الذي كنا نعتقده في السابق. ”

بناءً على ذلك، ولإجراء المحاكاة، استخدم الباحثون بيانات مستخلصة من مهمة (Cassini ) التابعة لوكالة ناسا.

بعد الانتهاء من البحث وإعلانه، وجد الفريق بأن العديد من أقمار زحل – ما عدا البعيدة منها مثل تيتان (Titan) – قد تشكلت قبل 100 مليون سنة فقط، ما يعني أن العديد من أقمار زحل قد تشكلت خلال العصر الطباشيري للأرض، وهي الحقبة التي عاشت خلالها العديد من ديناصوراتك المفضلة.

نتمنى أن تساعدنا هذه الاكتشافات على معرفة أعمار الأقمار الأخرى الموجودة داخل نظامنا الشمسي وخارجه.

من الجنون تصور أن الأقمار كانت تتشكل في نظامنا الشمسي خلال الحقبة ذاتها التي تمكنا من دراستها على الأرض. رغم أنها مدة زمنية ساحقة في القدم، ولكن فلكياً، وكأن كل هذا قد حدث البارحة.


 

المصدر