من المحتمل استخدامها لاستبدال الخلايا العصبية المتضررة في مرضى الألزهايمر.

طور العلماء تقنية جديدة تتضمن حقن دعامات صغيرة محملة بالخلايا العصبية البشرية السليمة مباشرةً في الأدمغة لاستبدال الخلايا المريضة أو المتضررة، لدى المرضى ذوي الأدمغة المتأذية أو الأمراض المترقية. لم تُختبر هذه التقنية بَعد إلا على الفئران، لكن الفريق العامل عليها يقول أنها قد تكون الأساس في المعالجة المستقبلية لأمراض باركنسون والألزهايمر والنخاع الشوكي وإصابات الأدمغة والحالات الدماغية الأخرى.

يقول بارباس موجهي (Prabhas V. Moghe) أحد أعضاء الفريق من جامعة روتجرز (Rutgers University): «كلما نقلنا خلايا عصبية أكثر، نحقق فوائد علاجية أكبر للمرض، نريد محاولة حشو أكبر كمية من الخلايا بأصغر حيز ممكن».

كيف يتم ذلك؟ تتضمن التقنية استخلاص خلايا جذعية بشرية متعددة القدرة التمايزية (human pluripotent stem cells (iPS)) وتحويلها إلى خلايا عصبية تنمو على دعامات صغيرة ثلاثية الأبعاد مصنوعة من ألياف بوليميرية رقيقة. عرض كل دعامة حوالي 100 ميكرومتر، بعرض شعرة الإنسان تقريبًا.

بمجرد تحميل الدعامة بمئات الخلايا العصبية السليمة المتشكلة حديثًا، تحقن في الدماغ لتتولى مهام الخلايا العصبية الميتة أو المعطوبة. أظهرت التجارب على الفئران أنه وبمجرد التطعيم بالخلايا العصبية السليمة فإنها تتفرع على دعاماتها وتبدأ بإرسال الإشارات إلى الشبكة العصبية الموجودة.

يقول موجهي: «إن كان بإمكانك التطعيم بالخلايا بطريقة تحاكي طريقة ترتيبها الأصلية في الدماغ، تكون قد اقتربت خطوة من جعل الدماغ يتواصل مع الخلايا المطعمة، حققنا ذلك في هذا العمل عن طريق توفير إشارات للخلايا العصبية للتشابك بسرعة في بنية ثلاثية الأبعاد».

هذه ليست المرة الأولى التي ينفذ فيها العلماء علاجًا بالتطعيم الخلوي باستخدام خلايا عصبية مشتقة من خلايا جذعية بشرية متعددة القدرة التمايزية، لكن هذه التقنية الجديدة تكفل تنظيم الخلايا العصبية لنفسها واتصالها ببعضها البعض وبالخلايا العصبية الموجودة سابقًا. بالإضافة إلى ذلك، تشهد زيادة بمعدل نجاة الخلايا العصبية بعد التطعيم بمقدار 100 مرة مقارنةً بطرق التطعيم الأخرى.

وفقًا لورقة بحثية منشورة في مجلة (Nature Communications)؛ فإن معدّل نجاة الخلايا الذي حققته التقنيات السابقة كان حوالي 1% فقط. يقول موجهي: «هذه الخلايا العصبية المطعمة في الدماغ نجت بشكل جيد وأعجوبي. في الواقع، فإنها نجت بشكل أفضل بكثير من المعيار الذهبي في هذا المجال».

طبعًا لا مجال لمعرفة ما إن كانت التقنية ستعمل لدى البشر حتى نجربها فعليًا عليهم لهذه الأسباب:

  • نادرًا جدًا ما تترجم النتائج الإيجابية لدى الفئران إلى نتائج إيجابية مماثلة لدى البشر.
  • الأدمغة البشرية أكثر تعقيدًا بكثير من أدمغة القوارض.

ومع ذلك، يؤكد الباحثون وجود ما يكفي من الإمكانيات لجعل الإجراء جاهزًا للتجريب على البشر.

سيتضمن ذلك بدايةً تحسين الدعامات، بحيث يصبح بإمكانها حمل آلاف أو عشرات آلاف الخلايا العصبية بدلًا من المئات التي تحملها حاليًا. يخطط الفريق كذلك لبدء اختبار التقنية على فئران مصابة بباركنسون؛ لملاحظة ما إذا كانت ستحسن الأعراض أو حتى تشفي المرض.


 

المصدردماغ