ينفق العديد الناس الكثير من أموالهم على مضادات الأكسدة راغبين في تحسين صحتهم، لكن العديد من الدراسات حول هذه العقارات التي يُفترض أنها تعالج الكثير من الأمراض أثبتت أنها قد تفاقم الأمراض التي تدعي علاجها.

أظهرت دراسة فريق العالم مارتن بيرجو في السويد أن اثنين من مضادات الأكسدة، فيتامين E وأسيتيل سيستئين (NAC) يقومان بحثّ نمو سرطان الرئة عند الفئران.

تقي مضادات الأكسدة الخلايا من الجذور الأكسجينية الحرة التي تتفاعل مع الحمض النووي بسهولة مسببة أضرارًا تؤدي لحدوث السرطان، لكن بحث بيرجو وفريقه أثبت أن مضادات الأكسدة تحمي الخلايا الورمية كما تحمي الخلايا السليمة.

يقول مارتن “إن إعطاء مضادات أكسدة إضافية في الحمية يؤدي لحماية الورم من الجذور الحرة التي تهاجمه، مما يسرّع نمو الورم”.

نتائج هذه الدراسة أهم بالنسبة للأشخاص المعرضين للإصابة بسرطان الرئة، كالمدخنين أو المصابين بالداء الرئوي الساد المزمن (COPD).

“لايوجد دليل علمي يؤيد استخدام هؤلاء الأشخاص للمزيد من مضادات الأكسدة، على العكس تمامًا ربما يكون ذلك سيئاً بالنسبة لهم، فقد يكون أحدهم مصابًا بسرطان صغير غير مشخص وقد تزيد مضادات الأكسدة سرعة نمو الورم مؤدية لزيادة حجمه وخطورته”.

في 2012 حلل ائتلاف كوكرين نتائج 78 من الدراسات السابقة، وبناء عليها خلص الائتلاف على أن من تناول مضادات الأكسدة، المرضى والأصحاء، كانوا أكثر عرضة للموت المبكر من أولئك الذين لم يتناولوها..

بدأ فريق بريجو بإعطاء فيتامين E و(NAC) للفئران المصابة بسرطان الرئة بمراحل مبكرة، يمكننا تشبيه ذلك بحبوب الفيتامينات المتعددة للبشر، الفئران التي تناولت مضادات الأكسدة طورت أورامًا أكبر بثلاث مرات من قرنائها وتعرضت للموت في وقت أقصر بمرتين من الفئران الأخرى.

أظهرت الدراسة أن الأورام تملك كميات أقل من الجذور الحرة، وأن مضادات الأكسدة تخفض تلك الكمية أيضًا، حامية بذلك الورم من أذية في الحمض النووي، كما أنها تخفض فعالية p53 – وهو بروتين يحمي من السرطان عن طريق كشف الخلل في الحمض النووي وإيقاف انقسام الخلية المريضة (يُشار إليه أحيانًا بـ”حارس الجينوم”).

بإزالة التأثير الكابح للورم الخاص بـ p53، فإن مضادات الأكسدة تسمح لخلايا السرطان بالانقسام والنمو بطريقة أسرع من الطبيعية، لكن عندما قام فريق الدراسة بالتخلص من p53 فإن تأثير فيتامين E و (NAC) المسرّع لنمو الورم يزول.