عندما تُذكر الاضطّرابات النّفسيّة المرتبطة بصورة الجسد، فأوّل الأمراض التي تخطر للذهن هي اضطرابات النوم وفقدان الشهية. لكن المرض الأقلّ شهرة، ألا وهو “اضطراب التشوّه الجسمي” والمعروف اختصارًا بـ (BDD)، يعتبر أكثر انتشاراً بخمس مرات من اضطرابات الشهية كما أنّه يسبب مراحل متقدمة من الوهن النفسي.

خلال أكبر بحث لتصوير الأعصاب أُجري حول الإضطرابات النّفسيّة حتّى الآن، والذي نُشر في مجلة “الطب النفسي”، وجد الدكتور بن بوكانان من جامعة موناش أنّه عند الأشخاص المصابين بهذا المرض، هناك علاقة ضعيفة بين (اللوزة الدماغية – amygdala) التي تُعتبر مركز العاطفة في الدماغ، وبين (الفص الأمامي للدماغ – orbitofrontal cortex) وهو الجزء العقلاني من الدماغ الذي يساعد على تنظيم وتهدئة الإثارة العاطفية.

من أهم أعراض (إضطراب التشوه الجسمي – BDD) هو الخوف المفرط لدى المريض من أن يبدو مشوهاً أو قبيحاً. رغم أن التشخيص يشير إلى أن المريض في الواقع يبدو بمظهر طبيعي. “الأشخاص المصابين بإضطراب التشوه الجسمي عادة ًيعتقدون أن هناك جزءً ما من وجوههم او اجسادهم قبيحة إلى درجة لا تطاق. العديد من المرضى يسعون لإجراء عمليات تجميلية او علاجات جلدية غير ضرورية ولكن مع الأسف القليل منهم فقط من يتلقى العلاج النفسي الملائم لحالتهم الصحية”.

يقول الدكتور بوكانان أيضاً: “إن المُصابين بمرض اضطراب التشوه الجسمي يشعرون بالبؤس بسبب مظهرهم وفي الحقيقة هم لا يستطيعون تمالك مشاعرهم بسبب انعدام التواصل بين الأجزاء العاطفية والأجزاء العقلانية من الدماغ لديهم”.

اقترح الدكتور بوكانان آلية علاج لتقليل أعراض إضطراب التشوه الجسمي. قائلاً “إنها مماثلة للعلاج السلوكي المعرفي والمعروف ب (CBT) حيث أنها تغير الدماغ عن طريق تقوية التواصل بين الفص الدماغي الأمامي واللوزة الدماغية. إنها تشبه العلاج الطبيعي الذي يعمل على تقوية العضلات, كذلك يعمل الـ (CBT) على تقوية مسارات الدماغ”. وتابع قائلاً: “إن هذا الإضطراب لازال غير معروف بشكلٍ جيد ونحنُ متحمسون لإعطاء هذا الإضطراب المزيد من الإهتمام البحثي الذي يستحقه”.


 

مصدر