هناك احتمالية تقول بأنه إذا ما حكمت الثقوب السوداء الكون فمن الممكن الحصول على كواكب تدعم الحياة مثل الارض التي تدعم وجود كائنات معقدة عليها

احد اعمال عالم الفيزياء الفلكية بول ماسون التي لا يمكن تجاهلها .هي دراسة دور الجسيمات فائقة الطاقة القادمة من الثقوب السوداء والنجوم المنفجرة بظهور الكواكب التي تدعم الحياة .

قبل ان تبدأ الحياة على الارض , كان كوكبنا يستحم بالإشعاع القاتل القادم من الشمس الشابة , الغاضبة و بالاضافة إلى موجات عالية من الجسيمات النشطة المعروفة بالأشعة الكونية المنتشرة في أرجاء المجرة والكون , الناتجة من انفجار النجوم ومن الثقب الاسود الضخم الموجود في مركز المجرة .
وفي مكانٍ ما, بدء تدفق الاشعة الكونية بالانخفاض بما فيه الكفاية لظهور الحياة على الأرض وعلى أي كوكب قد تشبه ظروفه ظروف الأرض في مكانٍ ما من الكون.
يقول ميسون (احد استاذة جامعة نيو مكسيكو في لاس كروس) لوكالة دسكفري الاخبارية بأن الاشعاع الكوني وتواتر (الاحداث السيئة) أخذ وقتا قصيرا نسبيا لتنخفض الإشعاعات بما فيه الكفاية لبدء الحياة.

الاحداث السيئة التي ذكرها ميسون تمثلت بإنفجار المستعرات العظمى. أي إنفجار النجوم الميتة العملاقة قصيرة الأجل والتي كانت شائعة في تلك الحقبة حيث كان معدل ولادتها عالي، أما الأحداث السيئة جدا الأخرى هي عندما هبت العواصف الاشعاعية من الثقوب السوداء العملاقة الموجودة في قلب المجرات عندما كانت تبتلع المادة انذاك والتي بإبتلاعها للمواد تطلق إشعاعات قوية و مؤذية وهذا كله كان منتشراً في الكون بكثرة في تلك الحقبة و قد استطاع علماء الفلك معرفة ذلك من خلا مراقبتهم للمجرات التي تبعد عنا مليارات السنوات الضوئية .

في الحقيقة إن مشكلة الكون المبكر(حديث النشأة) مع وجود الحياة هو أن كل شيء موجود كان شديد التقارب نسبيا . كوننا الصغير المعروف آنذاك كان مكتضا بالاشعة الكونية المعقمة . وقد استغرق الكون ملايين السنين للتمدد وليتباعد كل شيء كان موجود كالمجرات والنجوم والكوكب ليقلل بذلك من تأثير تلك الأشعة المميتة

و قد قال مايسون أن تمدد الكون مهم لظهور الحياة فيما يتعلق بتقليل الاشعة الموجودة في الكون، وما ساعد الحياة أيضا بالإزدهار هو بقايا إشعاعات تلك المستعرات العظمى حيث أن موت النجوم تعتبر مصانع لتكوين ذرات أهم العناصر وهي (الاوكسجين والنيتروجين ) التي هي الآن المكون الاساسي للغلاف الجوي، وهذا الغلاف هو من يحمينا من الأشعة الكونية المميتة لكنه لا يزال منتشرا بعنف في أرجاء المجرة

تبدوا قصة مايسون للأشعة الكونية مناسبة للكون المنظور لكن لا تزال هناك العديد من التسائلات على سبيل المثال هل أن جميع الثقوب السوداء العملاقة تستطيع تنقية المجرات من الاشعة الكونية عالية الطاقة المدمرة ؟

يقول (ديميترا أدري) وهو أحد علماء الفيزياء في معهد العلوم والفضاء في ستايل إن الأشعة الكونية عالية الطاقة المنبعثة من الثقوب السوداء العلاقة هي حقيقة غير راسخة
كما أن هناك سؤالسؤال عن كمية الإشعاعات الكونية التي تؤثر سلباً على وجود الحياة

يجيب ديميترا إذا كانت تلك الأشعة عالية بما يكفي قد تؤدي إلى قتل بعض أشكال الحياة لكنها في نفس الوقت قد تؤدي الى حدوث طفرات تؤدي الى تطور العديد من أشكال الحياة الأخرى

وأضاف ديميترا أن كمية الإشعاعات التي تقتل البشرية ليست كفيلة بقتل كافة أشكال الحياة الأخرى
وتصور أيضا بأن هناك أحد أنواع الحياة مثل البكتريا التي يمكنها الإزدهار بوجود الأشعة الكونية وبأن هذه البكتيريا يمكن إيجادها على كوكبنا
لهذا قد تكون الإشعاعات الكونية لسيت العامل الاساسي لظهور كواكب صالحة للحياة

ويذكر ديميترا أيضا أن هناك إهتمامات كبيرة عن كيفية بدء الحياة على الأرض . وقال ايضا إذا ما أردت البحث عن كواكب تدعم الحياة فعليك أن تجد الماء
وأضاف أخيرا نحن لا نعلم هل الأرض هي اقدم الكواكب التي دعمت الحياة يوما
لكنه سؤال مثيرا للإهتمام ويستحق التفكير .


 

المصدر