نتائج مشجعة ظهرت من تجارب سريرية تعدّ الأطول والأكبر للقاح لمرض الملاريا، التي قد تؤدي إلى طرح أول لقاح للملاريا في العالم بحلول عام 2015. هذا المرض يصيب أكثر من 200 مليون شخص سنويًا، و يقتل ما لا يقل عن 660،000 – معظمهم من الأطفال. هذا اللقاح تمّ إنتاجه من قِبَل شركة جلاكسو سميث كلاين، عملاقة الصناعات الدوائية. الحكم العلمي الإيجابي من الوكالة الأوروبية – المتوقع في عام 2015، قد يمهّد الطريق أمام البلدان الأفريقية للموافقة عليه ليتم استخدامه بحلول عام 2016.

اللقاح المسمّى RTS,S، تمّ اختباره في 15،000 طفل في 11 بلد إفريقي. نصف الأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 أسبوعًا، و النصف الآخر تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 17 شهرًا. تلقى نصف كل مجموعة اللقاح، فيما تلقّى النصف الآخر لقاحًا وهميًا. واصل جميع الأطفال في الدراسة تطبيق احتياطات الوقاية من الملاريا (حيثما كان ذلك ممكنًا) مثل النوم تحت الناموسيات.

تظهر أحدث البيانات – بعد مرور ثمانية عشر شهرًا على التجارب، أنّ اللقاح يعمل بشكلٍ أفضل في الفئة العمرية الأكبر سنًا، مماثلا للنتائج بعد مرور سنة واحدة على التجارب. بعد مرور سنة واحدة على إعطاء اللقاح، انخفض عدد حالات الملاريا في الفئة الأكبر سنًا بنسبة 56%، و انخفضت بنسبة 31٪ في الفئة الأصغر سنا. البيانات الحديثة – بعد مرور 18 شهراً – تظهر تضاءل فاعلية اللقاح قليلا: كان هناك إنخفاض في حالات الإصابة بالملاريا في الفئة العمرية الأكبر بنسبة 46٪، و إنخفضت بنسبة 27٪ في الفئة الأصغر سنا.

قد تم بالفعل إعطاء جرعة لقاح منشّطة بعد مرور 20 شهراً لمعرفة ما اذا كانت ستعيد فعالية القاح الأصلية. حتى الآن، تلقى ثلث الأطفال المشاركين في التجارب جرعة منشطة، بحلول العام المقبل، سيعلم الباحثون ما إذا كانت الجرعة المنشطة تحمي الأطفال لفترة أخرى أم لا. الأطفال الأكبر سناً سيتم متابعتهم لفترة 41 شهرا في المتوسط، ولكن النتائج الحالية إيجابية بما يكفي لإقناع شركة GSK بالبدء في التقديم للموافقة عليه.

اللقاح لديه القدرة على منع 941 حالة إصابة جديدة بالملاريا من أصل 1000 طفل تم تطعيمهم في الفئة العمرية الأكبر سنا، و منع 444 من أصل 1000 تلقوا التطعيم في الرُّضع. يبدو أن اللقاح أكثر فعالية في الأطفال الأكبر سنا، و ليس هناك تفسير لذلك، ولكن هناك بعض الأسباب المحتملة.

أولا، جهاز مناعة الأطفال غير ناضج بما يكفي ليستجيب للقاح. ثانيًا، بعكس الأطفال الأكبر سنا، يتلقى الأطفال لقاحات ضد خمسة أمراض أخرى في نفس الوقت. السبب الثالث هو أنه يمكن أن يكون هناك بعض التداخل من الأجسام المضادة للأمهات. هناك أيضا لقاحات أخرى ستدخل التجارب، خاصة بالنسبة للقاحات “منع العدوى”. هذه اللقاحات تحفّز إنتاج أجسام مضادة بشرية، تمنع نمو طفيل الملاريا ليس في البشر، و لكن في بطون البعوض التي ابتلع الأجسام المضادة خلال التغذية. انه تطعيم للبشر يؤدي لتطعيم البعوض كنتيجة نهائية. أيضا بدأ هذا العام تجارب للقاح مصنوع من طفيليات الملاريا الحية المضعفة، المستخرجة من الغدد اللعابية للبعوض.


 

مصدر