ثلاثية سمعنا بها كثيرا وضجت بها وسائل الإعلام كثيرا.. فما رأي العلم بما يقال؟

بداية، فإن أفران الميكروويف لا تجعل الطعام مشعا، بل تقوم بتسخينه فقط.

تعتمد هذه الأفران على إصدار موجات ذات طاقة مناسبة تمتصها جزيئات الماء داخل الطعام، مما يسبب في اهتزازها نتيجة الطاقة المكتسبة وإصدار حرارة تكفي لتسخين الطعام.

ودعونا نتفق أن كل أفران المايكروويف الحديثة مصممة لتعمل بشكل آمن تماما للبشر طالما كان استخدامهم لها صحيحا.

رغم ذلك فقد قام كثير من الباحثين بدراسة العلاقة بين الأمواج التي تصدرها أفران المايكروويف والإصابة بالسرطان.

بعض نتائج الأبحاث اشتبهت في وجود مثل هذه العلاقة إلا أن معظم الأبحاث لم تستطع إيجاد أي إثبات يدعم هذه النظرية.

ومن المؤكد أن الإشعاع الذي تصدره هذه الأفران يشكل مجالا مغناطيسيا حولها، لكنه يتهاوى بسرعة في مسافة صغيرة جدا أقل من تلك التي تفصلك عنه في حال وقوفك أمام الفرن.

بل إن الخبراء قالوا أن هذه الإشعاعات لا تملك طاقة كافية حتى لتؤثر في تركيب الحمض النووي في الخلايا.

وهذه الإشعاعات بتسخينها للطعام لا تغير من خواص هذا الطعام سوى التغييرات التي تسببها وسائل التسخين العادية الأخرى مثل الغلي والسلق والشوي والقلي كفقدان بعض العناصر الغذائية وخسارتها في الماء وتفككها بسبب الحرارة، لكن بالتأكيد لا تجعله مسببا للسرطان بأي شكل كان.

ولنتوسع في دائرة الإشعاعات قليلا ونتعرف على أنواعها بشكل عام.

فما هي الإشعاعات وما أشكالها؟

الإشعاع هو انبعاث للطاقة من مصادر مختلفة.

إن أي جسم قد يملك القدرة على الإشعاع، فحتى أجسامنا وأجسام الكائنات الحية كلها تصدر نوعا من هذه الإشعاعات يتمثل في الحرارة.

الأجهزة الكهربائية المنزلية والشمس وأجهزة الجوال والأشعة السينية في المستشفيات كلها مصادر للإشعاع.

لكن ليست كل الإشعاعات مضرة بالكائن الحي، فهذا يعتمد على نمط وشكل هذا الإشعاع ومقدار التعرض له.

ويمكن تصنيف الإشعاعات بشكل عام إلى نوعين :

  • الإشعاعات المؤينة
  • الإشعاعات غير المؤينة

ودعونا نتحدث بداية عن الإشعاعات المؤينة، فهي ما يعنينا حقا ويهمنا الإلمام به.

إن الأشعة المؤينة تملك طاقة عالية جدا وهذا أحد ما يميزها، وهي قادرة على إحداث تغير كيميائي داخل الخلايا الحية.

وبحسب ما توصلت له الأبحاث الطبية فإن مقدارا بسيطا ومضبوطا من هذه الإشعاعات لا يسبب أذية للخلايا الحية، لكن تجاوز هذا الحد المضبوط يسبب مشاكل كثيرة تصل للأمراض الخطيرة والسرطانات، حيث أن جزيئات الحمض النووي في الخلايا حساسة جدا لهذا النوع من الإشعاع.

وتنبعث هذه الأشعة المؤينة من مصادر مختلفة، كالمصادر الطبيعية (الشمس والنجوم والعناصر المشعة في الأرض والتربة وفي أجسامنا) والمصادر الطبية (كالأشعة السينية والعلاج الشعاعي للسرطان والمواد الطبية المشعة المستخدمة في اكتشاف الأمراض) ومصادر صنعية (كآثار الانفجارات النووية والأشعة الصادرة من المفاعلات).

أما فيما يتعلق بالأشعة غير المؤينة فهي تمتلك طاقة كافية لتسبب اهتزاز العضيات داخل الخلايا الحية ولكنها لا تؤثر أبدا في التركيب الكيميائي لهذه العضيات.

وتنبعث هذه الإشعاعات من مصادر كثيرة مثل الأشعة فوق البنفسجية من الشمس، وموجات الراديو (المستخدمة في المذياع)، والأجهزة الكهربائية المنزلية كالجوالات وأفران الميكروويف وشاشات الكمبيوتر.

ولم يثتب علاقة أحدها بالسرطان باستثناء الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب سرطان الجلد.

لكن الأبحاث مستمرة في دراسة هذه الإشعاعات وقدرتها على الإضرار بالخلية الحية وهناك بعض الاتهامات التي وجهت لأجهزة الهاتف النقالة وشاشات الكمبيوتر لكن لم ثبت شيء حتى الآن.