وافقت إدارة الغذاء والدّواء الأمريكيّة (F.D.A) مؤخّرًا على استخدام لصاقةٍ جديدةٍ (مشدّ) تُدعى “Omnigraft”، أو بالتّحديد (Integra Omnigraft Dermal Regeneration Matrix)؛ لعلاجِ أغلب تقرّحات القدم السّكريّة “diabetic foot ulcers”. وهذا المشدّ مصنوع من السّيليكون، والكولاجين البقريّ، وغضروف سمك القرش، حيث يُغطّى موضع القرحة به، فيوفّر للبشرة والأنسجة الجلديّة بيئةً مناسبةً للتجدُّد، وبالتّالي التئام الجُرح.

وقد تمّ تشخيص أنّ ما يقارب 29 مليون شخصٍ في الولاياتِ المتّحدة يعانون من مرض السّكري (Diabetes)، وذلك وِفقًا لمراكز السّيطرة على الأمراض والوقاية منها، وأنّ 25% منهم سوف يعانون من إنتاناتٍ وتقرّحاتِ قدمٍ سكّريّةٍ خلال حياتهم. وترتبط تقرّحات القدم السّكريّة المزمنة سنويًّا بالتهاباتٍ في الأنسجة والعظام، وخمسين ألفَ حالة بترٍ. ولذلك، إنّ علاجَ هذه الأعراض المؤلمة ضروريّ لاستكمال المرضى حياتهم بشكلٍ طبيعيّ، واستئناف القدرة على المشي وممارسة الأنشطة الرياضيّة. وهذا ما يقوله الدّكتور ويليام مايزل.

لقد تم استخدام “Omnigraft” اعتبارًا من عام 1996، في علاجِ وترميمِ الحروق واسعة المساحة، والمهدّدة للحياة، خاصّة في الحالات التي لم ينفع فيها استخدام أنسجة المصاب نفسه لترميم الأماكن المصابة. وفي عام 2002 استُخدِم أيضًا في علاجِ المرضى الذين يخضعون لعمليّة جراحيّة للنّدب النّاتجة عن الحروق، وذلك عندما لا يستطيع الأطبّاء استخلاص رقعٍ جلديّة بديلة.

أمّا اليوم، فالاستخدام الجديد الذي صادَقت عليه F.D.A هوَ علاجُ قرحات القدم السكّريّة، وخصوصًا تلكَ التي يستمرّ وجودها لستّةِ أسابيع دونَ أنْ تُشفى، والتي لا تمتدّ لتصل إلى العظام، الأربطة، والمحفظة المفصليّة (وهي الغلاف الذي يحيط بالمفصل الزّلاليّ).

ولقد اعتمدَ هذا الاستخدام الجديد على دراساتٍ سريريّةٍ قارنت بينَ العلاجِ الجديد للقرحات السّكّريّة والعلاج التقليديّ، الذي يشمل التّعقيم، والضّمادات المتكرّرة، وتجنُّب الضّغط على القدم المصابة بالقرحة. وخلَصَت هذه الدّراسات إلى أنَّ واحدًا وخمسين بالمئة من الذين عُولِجوا بالطّريقة الجديدة، قد تعافوا من القرحة بعد علاجٍ استمرّ لستّة عشر أسبوعًا، مقارنةً باثنين وثلاثين بالمئة بالنّسبة للذين عُولِجوا بوساطةِ الطّريقة التّقليديّة.

وممّا أكّدت عليهِ الدّراسات، أنّه يجب عدم استخدام هذا الدّواء عند المرضى الذين يعانون من حساسيّة تِجاه الكولاجين البقريّ، النّخاع البقريّ، والشّوندروتين (أو الكوندروتين، وهو عنصرٌ هيكليٌّ مهم في الغضاريف، ويُستخدم كمكّملٍ غذائيٍّ لعلاج هشاشة العِظام في الطّبّ البديل، من حيث الاستخدام الطّبّيّ)؛ ممّا يتسبّب بإحداثِ حساسيّة خَطِرة. وكذلك يجب عدم استخدامه في حالِ وجودِ التهابٍ أو إنتانٍ شديدٍ. وقد ترافقت التجارب السّريريّة للعلاج مع العديد من الأعراض السّلبيّة، كالالتهابات، الألم المتزايد، التّورّم، الغثيان، التّقرّحات الجديدة، والتَّفاقُمات.


 

المصدر